جولدمان ساكس: الأسواق قد تُهمل درس 2019 في ظل سياسة الفيدرالي الغامضة
أشار بنك جولدمان ساكس في مذكرة حديثة إلى أن الأسواق قد تُغفل درسًا مهمًا من عام 2019، مشيرًا إلى أن الاجتماع القادم للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في يناير لن يُقدم على الأرجح توجيهات واضحة بشأن السياسة النقدية المستقبلية.
يرى استراتيجيو البنك أن البيان المرتقب سيُقر بتحسن سوق العمل، لكنه قد يتجنب إعطاء إشارات دقيقة حول اجتماع مارس أو مسار أسعار الفائدة المستقبلية. وذكروا:
“سنتابع عن كثب الإشارات المتعلقة بتراجع التضخم المتوقع في الأشهر المقبلة، وكيفية تأثير ذلك على قرارات خفض أسعار الفائدة”.
وأضافوا أن اللجنة قد تستعرض تأثير التعريفات الجمركية على الأسعار، مشيرين إلى أن تأثيرها قد يكون طفيفًا، مما قد يفتح المجال لخفض الفائدة دون الخوف من تضخم مفرط.
و رغم الشكوك المحيطة، يحافظ جولدمان ساكس على تفاؤله بشأن الأداء الاقتصادي. يتوقع البنك تحقيق تقدم تدريجي نحو هدف التضخم البالغ 2%، مع تحسن ظروف سوق العمل بعد تباطؤ طفيف في 2024، إضافة إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة تتجاوز التوقعات.
يتوقع البنك خفضين لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من يونيو و دجنبر 2025، استنادًا إلى انخفاض التضخم واستقرار سوق العمل. ومع ذلك، شدد على صعوبة التنبؤ بتوقيت هذه التخفيضات بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بتأثير التعريفات الجمركية.
أظهرت مراجعة جولدمان ساكس لاجتماعات الاحتياطي الفيدرالي خلال الحرب التجارية 2018-2019 أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي كانوا يتبنون موقفًا مريحًا تجاه تأثير التعريفات على التضخم، وهو ما يدعم وجهة نظر البنك الحالية.
و يشعر البنك بالقلق من أن الأسواق قد تُبالغ في تقدير تأثير السياسات التضخمية للإدارة الجديدة. وأشار إلى أن اللجنة الفيدرالية قد تكون مترددة في رفع أسعار الفائدة أكثر، نظرًا لاعتبارها المستوى الحالي مقيدًا بالفعل.
اختتم الخبراء بالتحذير من أن الأسواق ربما تتجاهل درسًا محوريًا من عام 2019، عندما أثرت الرسوم الجمركية بشكل كبير على الأسواق ودعت اللجنة الفيدرالية إلى إجراء “تخفيضات تأمينية”. وأكدوا أن هذا الدرس لا يزال ذا صلة في ظل التحديات الحالية.
و رغم التوقعات الإيجابية، يحذر جولدمان ساكس من تجاهل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي أثرت على الأسواق في الماضي، مشيرًا إلى أن التوقعات بشأن أسعار الفائدة تحتاج إلى تقييم دقيق في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
