“إيفيس المغرب” و”تشاينا إيسترن” تُطلقان خط شحن جوي لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين
أعلنت شركة “إيفيس المغرب”، فرع مجموعة ECS، عن إبرام شراكة استراتيجية مع شركة الطيران الصينية “تشاينا إيسترن إيرلاينز”، والتي تمخضت عن إطلاق ثلاث رحلات شحن جوي أسبوعية بين مدينة الدار البيضاء ومدينة شنغهاي. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الروابط التجارية بين البلدين، لا سيما في قطاع صناعة السيارات.
ووفقًا لـ “Aerospace Global News”، ستتم هذه الرحلات بواسطة طائرات بوينغ 787-900 التي تتمتع بسعة شحن تصل إلى 18 طناً، بهدف تأمين النقل السريع والآمن للمكونات ذات القيمة العالية، وهو أمر بالغ الأهمية للصناعات التي تعتمد على دقة المواعيد وجودة الخدمات اللوجستية.
وفي تعليق له، وصف جان سيكالدي، الرئيس التنفيذي لمجموعة ECS، هذه الشراكة بأنها “مرحلة هامة” في تطوير قطاع لوجستيات الشحن، موضحًا أنها تجمع بين “الخبرة الإقليمية والأدوات المبتكرة لإعادة تعريف معايير الكفاءة والموثوقية.”
وأوضح المتحدث أن هذه الخطوة تعكس الجهود المبذولة لتعزيز مكانة المغرب كمنصة استراتيجية للنقل والخدمات اللوجستية في القارة الأفريقية، بما يسهم في تسهيل تدفق التجارة بين مختلف الأسواق العالمية.
من جانبها، تتيح هذه الشراكة لشركة “إيفيس المغرب” الاستفادة من شبكة مجموعة ECS العالمية، بما في ذلك الأدوات الرقمية المتطورة مثل الحل الرقمي “سكوير” (Squair)، الذي يهدف إلى تحسين تقارير العمليات، ومنصة الحجز الرقمية “CargoAi”، مما يعزز من قدرات الشركة في تبسيط العمليات وتقديم حلول مخصصة في مجال الشحن لشركة “تشاينا إيسترن إيرلاينز”.
وتعتبر هذه الشراكة جزءًا من استراتيجيات “تشاينا إيسترن إيرلاينز” لتوسيع وجودها في السوق الأفريقية، حيث جددت الشركة في أواخر العام الماضي اتفاقية الشراكة بالرمز المشترك مع الخطوط الجوية الكينية، ما سمح للمسافرين بالوصول إلى شبكة واسعة من الوجهات عبر القارتين.
كما تسهم هذه المبادرة في تعزيز العلاقات التجارية بين المغرب والصين، مما يجعل المغرب نقطة محورية للتجارة بين القارتين ويعزز من مكانته كبوابة رئيسية لأفريقيا. إضافة إلى ذلك، تعكس الشراكة أهمية الابتكار الرقمي في تحسين خدمات الشحن الجوي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن الصين احتلت المرتبة الثالثة كأكبر شريك تجاري للمغرب في عام 2022، حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين نحو 7.6 مليار دولار. كما تشير الاستثمارات الصينية في المغرب حاليًا إلى نحو 56 مليون دولار.
ووفقًا لتقرير “مؤشر الاستثمار الصيني العالمي لعام 2023” الصادر عن وحدة الأبحاث الاقتصادية لمجلة “الإيكونوميست”، احتل المغرب المرتبة الثالثة كأكثر الوجهات الأفريقية جذبًا للاستثمارات الصينية، بعد مصر وجنوب أفريقيا.
وفي إطار تعزيز التعاون الثنائي، وقع وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونائبة رئيس اللجنة الوطنية الصينية للإصلاح والتنمية، نينغ جيجي، في يناير 2022 اتفاقية تهدف إلى تنفيذ خطة التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، مما يعزز شراكات استراتيجية بين البلدين.
يُذكر أن استثمارات الصين في المغرب تتوجه نحو شراكات استراتيجية تحقق مكاسب متبادلة، حيث يتمتع المغرب بأكبر احتياطات الفوسفات عالميًا، بالإضافة إلى مجموعة من المعادن الأخرى المستخدمة في تصنيع البطاريات.