اقتصاد المغرببورصة الدار البيضاء

18000 نقطة: هل يصبح الهدف واقعاً في بورصة الدار البيضاء؟

منذ بداية عام ، أظهرت بورصة الدار البيضاء أداءً استثنائياً، حيث سجلت مكاسب تجاوزت 10%، مما يعكس جاذبيتها المتزايدة للمستثمرين المحليين والدوليين.

هذا الزخم الصاعد يعكس تحولات جذرية في استراتيجيات الاستثمار، مع إعادة توجيه استثمارات ضخمة نحو الأسهم في ضوء الانخفاض المستمر في أسعار الفائدة وتحسن توقعات الأرباح للشركات المدرجة.

شهدت السوق تسارعاً ملحوظاً نتيجة تحولات استراتيجية في القطاعات، مدفوعة بانخفاض أسعار الفائدة والسيطرة على ضغوط التضخم.

حيث قام المستثمرون المؤسساتيون بتعديل استراتيجياتهم، مع تقليص تعرضهم للسندات لصالح الأسهم، في خطوة تواكب تغييرات السياسة النقدية التي يتوقعها العديد من الخبراء. وقد ساهم دور المستثمرين الأفراد في تعزيز دمقرطة سوق الأسهم، مما يوسع قاعدة المتعاملين.

في هذا السياق، يشير طارق عميار، المؤسس الشريك لـ “Africa Financial Investment”، إلى أن السوق يتوقع سياسة نقدية أكثر تيسيراً من قبل بنك المغرب، مع احتمالية انخفاض أسعار الفائدة في الأمد المتوسط.

وهذا يعزز من تدفق رؤوس الأموال نحو سوق الأسهم، حيث استجاب المستثمرون عبر زيادة علاوة المخاطر على الأسهم ورفع توقعات الأرباح.

إحدى الأسئلة المهمة التي يطرحها العديد من المستثمرين هي ما إذا كان السوق قد بلغ ذروة قيمته.

بعد هذا الارتفاع الكبير، هل بدأ مؤشر مازي في فقدان زخمه؟ أو هل لا يزال يعد جذابًا؟ وفقًا لمؤشرات “Africa Financial Investment”، التي تراقب الفجوة بين نمو القيمة السوقية للأسهم والناتج المحلي الإجمالي الاسمي، تبين أن السوق المغربي لم يكن مبالغًا في قيمته في بداية 2024.

ومع حلول نهاية العام، شهد المؤشر تراجعاً إلى مستويات أكثر اعتدالًا، بينما استمرت نسب السعر إلى الأرباح في حدودها التاريخية، مما يبرز غياب أي تجاوزات مضاربية.

و يؤكد جيروم بومنجل، الخبير في تحليل البورصة، أن السوق شهد زيادة في قيمته، لكنه لا يزال في نطاق منطقي من حيث الأسعار، طالما أن الأرباح تواصل النمو.

ويُتوقع أن يحقق السوق نموًا بنسبة 5% في حجم الأعمال و10% في النتائج الصافية لعام 2024. ويُعد الزخم الإيجابي للأرباح، الذي تعافى بعد تراجع عام 2023، من أهم العوامل التي تدعم هذا التفاؤل وتؤكد على استمرارية الاتجاه الصعودي.

في نونبر 2024، توقعت “Africa Financial Investment” أن يصل مؤشر مازي إلى 18 ألف نقطة، وهو ما كان يبدو مستبعداً في ذلك الوقت.

لكن مع اقتراب المؤشر من مستوى 16,500 نقطة، أصبح هذا الهدف قريب المنال. ومع ذلك، يظل الوصول إلى 18 ألف نقطة غير خطي، حيث قد تحدث بعض التراجعات القصيرة المدى.

و من الناحية التقنية، يشير الخبراء إلى أنه لا يمكن استبعاد حدوث تصحيح قصير الأمد، إذ انخفض مؤشر المشاركة (الذي يقيس نسبة القيم المتزايدة) من 90% في نهاية 2024 إلى 70% حاليًا.

إذا استمر هذا الاتجاه في الانخفاض إلى ما دون 50%، فقد يكون هذا بمثابة مؤشر على تصحيح أكبر، خاصة إذا كانت هناك تباينات في أداء الأسهم، كما يوضح جيروم بومنجل.

فيما يتعلق بالعوامل الميكانيكية التي تدعم سوق الأسهم، يتوقع الخبراء أن يظل مؤشر مازي مدعومًا بالاتجاه الهابط لعوائد السندات. فمنذ عام 2024، دخل معدل الفائدة على السندات لمدة 10 سنوات في اتجاه هبوطي ملحوظ، مما يعزز من جاذبية الأسهم مقارنة بالسندات.

وبحسب الخبراء، “عندما تنخفض أسعار الفائدة، يستفيد سوق الأسهم من هذا التوجه، مما يمنحه المزيد من الدعم للارتفاع في المستقبل.”

إجمالاً، يبدو أن بورصة الدار البيضاء ستواصل تحقيق نتائج إيجابية، في ظل التوقعات المتفائلة بشأن الأرباح والسياسات النقدية التيسيرية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى