مستقبل القيادة الذاتية..هل نودع السائقين البشر قريبًا؟

في زمن لم نعد بحاجة فيه لامتلاك سيارات أو حتى لقيادتها بأنفسنا، يُلوّح الأفق بمستقبلٍ خالٍ تمامًا من السائقين البشر، حيث تتولى الخوارزميات وعجلات القيادة الذاتية زمام الأمور.
خلال جلسة نقاشية بعنوان “الذكاء الاصطناعي والثورة التقنية القادمة” ضمن قمة الاقتصاد العالمي التي نظّمتها Semafor في العاصمة الأمريكية واشنطن، كشف الرئيس التنفيذي لأوبر، دارا خوسروشاهي، عن رؤيته لمستقبل تقوده المركبات الذكية بدلاً من البشر.
أعرب خوسروشاهي عن قناعته بأن السيارات ذاتية القيادة ستصبح واقعًا ملموسًا خلال العقدين المقبلين، مشيرًا إلى أن هذه الأنظمة ستكون أكثر أمانًا من السائقين البشر بفضل قدرتها على التعلم المستمر وخلوّها من التشتت.
لكنه لم يُخفِ التحديات الحالية، وعلى رأسها ارتفاع تكلفة هذه التكنولوجيا، إذ تصل تكلفة المركبة الذاتية الواحدة إلى مئات آلاف الدولارات، مما يجعل تعميمها اقتصاديًا غير مجدٍ في الوقت الراهن.
و حدّد الرئيس التنفيذي لأوبر جملة من الشروط الأساسية لجعل القيادة الذاتية خيارًا يوميًا:
توحيد القوانين والتنظيمات على المستوى الوطني.
تطوير بنية تحتية متكاملة للصيانة والتشغيل.
إنشاء محطات شحن وتجهيز للمركبات.
خفض التكلفة التكنولوجية إلى مستويات معقولة.
و عند سؤاله عن المنافسة مع عمالقة التقنية مثل تسلا ووايمو (التابعة لألفابت)، قلل خوسروشاهي من أهمية من سيتصدر المشهد، قائلاً: “السوق ضخمة وتصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات… لن يكون هناك فائز واحد، ولكن الواضح أن مشاركة الركوب ستتغلب في النهاية على مفهوم امتلاك السيارة”.
يرى خوسروشاهي أن ولايتي كاليفورنيا وتكساس تقودان التحول نحو هذا المستقبل، بفضل انفتاحهما التنظيمي وسرعة تبني الابتكار.
رغم المخاوف والشكوك، يؤمن الرئيس التنفيذي لأوبر بأننا نقترب من نقطة تحوّل تاريخية في طريقة تنقل البشر، مدفوعة بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق معايير أمان وكفاءة غير مسبوقة.
قد يبدو اليوم الذي لن نحتاج فيه إلى عجلة القيادة بعيدًا، لكنه في الواقع، كما يقول خوسروشاهي، أقرب مما نتخيل.