الاقتصادية

لماذا تتعرض الشركات للانهيار وكيف يمكن رصد ذلك مبكرًا؟

يذهل الكثيرون عندما يشهدون انهيارًا حادًا في إحدى الشركات، أو حتى إفلاسها، أو تراجعها تدريجيًا لتصبح هامشية بعد أن كانت تتمتع بشهرة ونجاح كبيرين.

و تتزايد التساؤلات حول أسباب هذا الانهيار السريع، وما إذا كان هناك علامات سابقة كان يمكن اكتشافها.

تشير الدراسات إلى أن سوق الأسهم غالبًا ما يظهر “علامات” تراجع الشركات قبل أن تصبح واضحة للجمهور، وذلك لأن المتعاملين في السوق يركزون على عدة جوانب:

1. تحليل البيانات المالية
يستخدم المحللون تقنيات متقدمة لتحليل البيانات المالية للشركات. أي انخفاض كبير في الأرباح، أو زيادة ملحوظة في الديون، أو تراجع في التدفقات النقدية يمكن أن يشير إلى مشاكل جوهرية.

2. تقييم الأداء
يتم تقييم أداء الشركة مقارنةً بالشركات المنافسة والقطاع بشكل عام. إذا كان أداء شركة ما أسوأ من نظيراتها، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشاكل عميقة.

3. تقييم المخاطر
تشمل المخاطر الاقتصادية والصناعية والتنظيمية التي قد تواجه الشركة.

4. تحليل السيولة
يتم تقييم قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها المالية.

5. تحليل مضاعف الربحية
ارتفاع مضاعف الربحية يمكن أن يشير إلى توقعات السوق بنمو كبير. لكن إذا لم يتحقق هذا النمو، فإن سعر السهم قد ينخفض بشكل حاد.

إشارات مضللة أحيانًا
على الرغم من التحليلات المتقدمة، قد تعطي سوق الأسهم إشارات خاطئة عن مستقبل بعض الشركات.

على سبيل المثال، تجاوز مؤشر “ناسداك” مستوى 16 ألف نقطة في نوفمبر 2021، لكن انخفض لاحقًا إلى أقل من 10.2 ألف نقطة في ديسمبر 2022، مما يعني فقدان حوالي 37% من قيمته خلال 13 شهرًا.

في تلك المرحلة، لم يكن أداء السوق يعكس بشكل دقيق وضع شركات مثل “ميتا” و”أبل”. كانت أسعار العديد من الأسهم قد وصلت لمستويات مرتفعة بشكل غير مبرر، مما أدى إلى نتائج خادعة.

تذبذب الأداء
من المؤشرات الواضحة على عدم استقرار أداء شركة ما هو وجود تقلبات سعرية حادة. على سبيل المثال، رغم ارتفاع سهم “ميتا” بنسبة 210% بين أكتوبر 2019 وأكتوبر 2024، إلا أنه شهد أيضًا أكبر خسارة في القيمة السوقية لشركة أمريكية في فبراير 2021، حيث فقدت الشركة 233 مليار دولار من قيمتها السوقية.

تدخل “ميتا” في مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي، والعالم الافتراضي، ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من عدم اليقين حول مستقبلها.

إشارات من المستثمرين
الإشارات من المستثمرين ذوي الخبرة قد تكون خادعة أحيانًا. على سبيل المثال، شراء وارن بافت لأسهم “كونوكو فيليبس” في عام 2008 بسعر يقارب 70 دولارًا للسهم، ورغم ارتفاع أسعار النفط في ذلك الوقت، إلا أن تراجع أسعار النفط لاحقًا كبد بافت خسائر كبيرة.

كيف تنكشف الشركات؟
تكتشف سوق الأسهم الشركات المزدهرة من تلك المتعثرة بناءً على أسئلة بسيطة يطرحها المستثمرون: “لماذا اشتريت هذا السهم؟ وهل لا تزال الأسباب قائمة؟” إذا اختفت الأسباب مثل ظهور منافسين جدد أو تراجع الإيرادات، فإن ذلك قد يؤدي إلى بيع الأسهم وانخفاض أسعارها.

حجم التداول
حجم تداول الأسهم يعتبر من العوامل المهمة في تقييم صحة الشركة. على سبيل المثال، شهدت شركة “نوكيا” تراجعًا كبيرًا في أسعار أسهمها بعد أن زاد حجم تداولها بشكل كبير بين 2000 و2001، مما يشير إلى عدم ثقة المستثمرين.

تأثير العوامل النفسية
العوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا في سوق الأسهم، حيث تؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار حتى بدون أسباب اقتصادية واضحة. ورغم أن انهيار الشركات بشكل كامل نادر، إلا أن التراجع والتقليص في الحجم أصبح شائعًا.

بشكل عام، يتطلب التعرف على مؤشرات نجاح أو فشل الشركات في السوق مراقبة دقيقة للبيانات المالية، وفهم ديناميكيات السوق، والتكيف مع التغيرات المستمرة.

من خلال التحليل الدقيق، يمكن تجنب المفاجآت غير السارة وضمان استمرار النجاح في بيئة تنافسية متغيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى