الاقتصادية

ضغوط اقتصادية وأحداث جيوسياسية تخفض أسعار النحاس والألومنيوم

شهدت أسعار النحاس والألومنيوم تراجعًا في تداولات بورصة لندن للمعادن، اليوم الجمعة، متأثرة بضعف نشاط الأعمال في منطقة اليورو، الذي أدى إلى تراجع العملة الأوروبية، بينما عزز ارتفاع الدولار الأمريكي الضغوط على المعادن الصناعية.

و انخفضت عقود النحاس لأجل ثلاثة أشهر بنسبة 0.7% لتصل إلى 8950 دولارًا للطن المتري في تداولات شهدت تقلبات كبيرة.

كذلك، هبط الألومنيوم بنسبة 0.7% إلى 2614 دولارًا، والزنك بنسبة 0.9% إلى 2963 دولارًا، بينما تراجع القصدير بنسبة 0.2% إلى 28700 دولار.

على الجانب الآخر، ارتفع النيكل بنسبة 1% ليبلغ 15875 دولارًا، كما ارتفع الرصاص بنسبة 0.9% ليصل إلى 2017 دولارًا بدعم من انخفاض المخزونات لدى بورصة شنغهاي وإلغاء كميات مخزنة في مستودعات بورصة لندن.

جاء تراجع المعادن متزامنًا مع نتائج مسح أظهرت انكماش قطاع الخدمات وتعمق ركود التصنيع في منطقة اليورو هذا الشهر.

تسبب ذلك في هبوط اليورو لأدنى مستوياته منذ عامين، بينما قفز مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى جديد في عامين عند 108.07 نقطة، مما جعل المعادن المقومة بالدولار أكثر تكلفة للمشترين من حاملي العملات الأخرى.

و ساهمت مخاوف الطلب في الصين، باعتبارها أكبر مستهلك للمعادن، في انخفاض النحاس بنسبة 12% منذ تسجيله أعلى مستوى في أربعة أشهر في سبتمبر.

وأدى ذلك إلى انخفاض المخزونات في المستودعات التي تراقبها بورصة شنغهاي للعقود الآجلة لمدة خمسة أسابيع، مما أثار بعض التحسن في الطلب الصيني.

أوضح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك، أن “التوترات الاقتصادية وتهديدات الرسوم الجمركية أثرت سلبًا على المعادن الصناعية، في حين استفادت المعادن الاستثمارية كالذهب من تزايد الطلب عليها كملاذ آمن”.

في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، ارتفع الذهب بنسبة 1% بعد استخدام روسيا لصاروخ باليستي جديد. جاء هذا وسط توقعات بفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية تصل إلى 40% على الواردات الصينية بحلول العام المقبل، ما يعكس حالة من عدم اليقين الجيوسياسي.

في التداولات الأمريكية، تراجعت العقود الآجلة للنحاس تسليم مارس بنسبة 0.7% إلى 4.13 دولار للرطل. ورغم هذا، استفادت بعض المعادن كالرصاص والنيكل من تحركات السوق والمخزونات المنخفضة، مما عزز الطلب عليها.

تواجه المعادن الصناعية تحديات متزايدة نتيجة ضعف النمو الاقتصادي العالمي، وارتفاع الدولار، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، ما يجعل السوق أكثر تقلبًا في الفترة المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى