تراجع معنويات الشركات الناشئة الألمانية لأدنى مستوى منذ كورونا رغم التفاؤل بمستقبلها

سجلت معنويات الشركات الناشئة الألمانية أدنى مستوياتها منذ أزمة كورونا في 2020، وفق دراسة جديدة أعدها اتحاد الشركات الناشئة، حيث أشار التقرير إلى أن الاقتصاد الراكد والعقبات التمويلية تحد من نمو هذا القطاع الحيوي.
وأوضحت الدراسة أن مناخ الأعمال بين الشركات الناشئة انخفض من 39 نقطة في 2024 إلى 31.7 نقطة مؤخرًا، وهو مستوى يعكس حالة عدم اليقين والتردد في السوق شبيهة بالعام الأول للجائحة.
ويُحسب مؤشر مناخ الأعمال على غرار مؤشر “إيفو”، من خلال تقييم الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية للشركات.
وأظهرت نتائج الدراسة أن نحو نصف الشركات الناشئة تعتبر أوضاعها الحالية “مُرضية”، بينما صنف 15% منها أوضاعها بأنها “سيئة”، ولم تتجاوز نسبة الشركات التي اعتبرت أوضاعها “جيدة” 35%. ومع ذلك، حافظ التفاؤل على التوقعات المستقبلية، إذ توقعت 52% من الشركات تحسن أعمالها خلال الستة أشهر القادمة.
وقالت فيرينا باوزدر، رئيسة اتحاد الشركات الناشئة: “رغم الضغوط الاقتصادية، لا تزال الثقة في القدرة الابتكارية للشركات الشابة وآفاق النمو طويلة الأمد مرتفعة”.
ورغم بعض التحسن الطفيف في فرص التمويل، لا تزال ألمانيا متأخرة مقارنة بالدول الأخرى؛ فاستثمارات الشركات الناشئة في الولايات المتحدة منذ مطلع 2023 تصل إلى أربعة أضعاف حجمها في ألمانيا، وثلاثة أضعاف في بريطانيا، ومرتين ونصف في فرنسا.
ويدعو الاتحاد الحكومة الألمانية لاعتماد سياسات أكثر دعمًا للشركات الناشئة لتعزيز قدرتها التنافسية.
في المقابل، شهد قطاع الشركات الناشئة في ألمانيا نموًا لافتًا في القيمة السوقية لبعض الشركات، إذ ارتفع عدد “أحادية القرن” – الشركات التي تصل قيمتها السوقية إلى مليار يورو أو أكثر – إلى 31 شركة، مدفوعة بطفرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ11 شركة عام 2019 و28 شركة في العام الماضي.
يعكس هذا التناقض بين تراجع المعنويات وصعود الشركات الكبرى التحديات والفرص في المشهد الألماني للشركات الناشئة، حيث يبقى الابتكار محركًا أساسيًا للنمو رغم صعوبات السوق.