ارتفع الدولار الأسترالي في الأسواق الآسيوية يوم الخميس مقابل مجموعة من العملات العالمية، مما زاد من مكاسبه لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، حيث سجل أعلى مستوى له في أسبوعين، استفادة من انخفاض الدولار الأمريكي بعد تصريحات أقل توترًا من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تعززت تلك التصريحات من احتمالات خفض أسعار الفائدة الفيدرالية في يونيو، مما يقلل من فارق أسعار الفائدة الحالية بين أستراليا والولايات المتحدة، حيث لا يُتوقع حاليًا خفض أسعار الفائدة الأسترالية قبل نوفمبر المقبل.
سجل الدولار الأسترالي اليوم ارتفاعًا بنسبة تقريبية 0.3% مقابل الدولار الأمريكي إلى 0.6583، وهو الأعلى منذ 21 مارس الماضي، مقارنة بسعر افتتاح التداولات عند 0.6565، وبلغ أدنى مستوى عند 0.6560.
وفي يوم الأربعاء، حقق الدولار الأسترالي ارتفاعًا بنسبة 0.75% مقابل الدولار الأمريكي، محققًا ثاني مكاسبه اليومية على التوالي، وأكبر مكسب يومي منذ 7 مارس الماضي.
تأثرت الأسواق العالمية بإيجابية من تلك المكاسب القوية، بعد خطاب جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في السياق ذاته، انخفض مؤشر الدولار يوم الخميس بنسبة 0.1%، ليعمق خسائره للجلسة الثالثة على التوالي، مسجلًا أدنى مستوى له في أسبوع عند 104.18 نقطة، عاكسًا استمرار هبوط الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.
قال جيروم باول يوم الأربعاء: “معظم المشاركين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يرون أنه من المحتمل أن يكون من المناسب البدء في خفض سعر الفائدة في وقت ما من هذا العام.”
زادت هذه التصريحات احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنسبة 25 نقطة أساس في يونيو المقبل من 60% إلى 63%، في انتظار المزيد من البيانات الهامة حول سوق العمل الأمريكي هذا الأسبوع.
من الجدير بالذكر أن التضخم في أستراليا لا يزال بعيدًا عن مستهدف بنك الاحتياطي الأسترالي على المدى المتوسط، وأن النمو الاقتصادي المدفوع من قبل سوق العمل يتمتع بمرونة وظروف راسخة حتى الآن، مما يستبعد خفض أسعار الفائدة الأسترالية قبل نوفمبر المقبل.
تقدر فجوة أسعار الفائدة بين أستراليا والولايات المتحدة حاليًا بنحو 115 نقطة أساس لصالح الفائدة الأمريكية، ويمكن أن تتقلص إلى 90 نقطة أساس في يونيو المقبل إذا بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف السياسة النقدية، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي.
قد يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ ثلاث خفضات في أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 75 نقطة أساس، قبل أن يبدأ بنك الاحتياطي الأسترالي في خفض أسعار الفائدة الأسترالية، مما قد يقلل من فجوة أسعار الفائدة إلى 40 نقطة أساس فقط.
وفي ضوء ظهور المزيد من البيانات الاقتصادية المرنة في أستراليا، يتوقع أن يزداد اقتناع السوق بأن بنك الاحتياطي الأسترالي قد يقرر خفض أسعار الفائدة في نوفمبر من هذا العام.
وفي هذا السيناريو، من المحتمل أن يحقق الدولار الأسترالي المزيد من المكاسب مقابل العملات العالمية، ويتجه إلى تسجيل مستويات أعلى على مدى عدة أسابيع وأشهر مقابل الدولار الأمريكي.
