الاقتصاديةبورصة نيويورك

وول ستريت بين الطموح والتحذير: هل الأسواق على أعتاب فقاعة جديدة؟

تشهد الأسواق الأمريكية اليوم حالة من التناقض الحاد بين التفاؤل القياسي والتحذيرات المتكررة من تصحيح محتمل قد يكون الأكبر منذ الكساد الكبير.

ففي الوقت الذي تحقق فيه مؤشرات الأسهم مستويات غير مسبوقة، تثير إشارات التقييم المرتفع والهيمنة التكنولوجية تساؤلات حول استدامة هذا الارتفاع.

على الرغم من الضبابية التي تكتنف السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، لا تزال وول ستريت تسجل أرقامًا قياسية، مدعومة بوفرة السيولة وزخم الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي. المستثمرون يستفيدون من فترة من التفاؤل التي تغطي على المخاطر المتصاعدة في الخلفية.

Evidence is building of a Wall Street investment 'bubble' with implications  for Australia - ABC News

يحذر محللون من أن الأسواق الأمريكية قد تواجه تصحيحًا حادًا شبيهًا بما حدث في الكساد الكبير، حيث فقدت الأسهم وقتها نحو 90% من قيمتها واستغرق مؤشر “داو جونز” أكثر من ربع قرن لاستعادة مستوياته السابقة. ويستند هؤلاء التحذيرون إلى أوجه التشابه في المضاربات المفرطة وتقييمات الأصول المرتفعة حاليًا.

يعتبر بعض الاقتصاديين أن الأسواق اليوم تشهد “فقاعة كبرى”، تشمل الأسهم والعقارات والسلع والعملات الرقمية، مدفوعة بالمشتريات المستمرة رغم أن قيم هذه الأصول تبدو مرتفعة مقارنة بأساسياتها الاقتصادية.

لم تعد شركات التكنولوجيا الكبرى مجرد داعم للسوق، بل أصبحت العمود الفقري للمؤشرات، حيث تمثل “العظماء السبعة” نحو 36.6% من قيمة مؤشر “إس آند بي 500” مقارنةً بـ 12.3% قبل ثماني سنوات.

هذا التركز يثير مخاوف من أن أي تراجع في أداء هذه الشركات قد يؤثر بشكل كبير على السوق ككل، رغم قوتها وربحيتها الحالية.

يرى محللون أن احتمالية دخول وول ستريت في سوق هابطة كبيرة، مدفوعة بالديون المتصاعدة والضغوط الاقتصادية والرسوم الجمركية المرتفعة، التي قد تضغط على أرباح الشركات وتؤثر على سلاسل الإمداد العالمية.

التاريخ يعيد نفسه، إذ كما تجاهل البعض تحذيرات 1929، يبالغ البعض اليوم في الثقة بالأسواق. وتفسر “نظرية الخسارة” للعالم دانيال كانيمان هذا التناقض، إذ يخشى البشر الخسارة أكثر من سعهم للمكسب، مما يجعل التحذيرات تنتشر بسرعة أكبر من الأخبار الإيجابية.

لا يمكن التأكيد على أن وول ستريت على وشك تكرار مأساة الكساد الكبير، لكنها بلا شك تتحرك في منطقة رمادية بين التفاؤل المفرط والحذر المتزايد، مع تزايد المخاطر المرتبطة بتقييم الأصول والاعتماد الكبير على قطاع التكنولوجيا والابتكار.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى