الاقتصادية

وارن بافت: كيف تفوق على صدمة الأسواق المالية الحالية؟

في خضم الموجة البيعية والصدمة التي تشهدها الأسواق المالية حاليًا نتيجة التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، أعاد العديد من المستثمرين النظر في استراتيجيات المستثمر البارز “وارن بافيت”، وتحديدًا قراراته الاستباقية في الوقت الذي كانت فيه الأسواق تشهد صعودًا ملحوظًا.

من أبرز تحركات بافيت التي لفتت الأنظار، قراره بتقليص حصته في أسهم شركة “آبل”، والتي اتخذها في توقيت دقيق للغاية. فقد خفضت شركة “بيركشاير هاثاواي”، التي يديرها بافيت، حصتها في صانعة الآيفون بنحو الثلثين.

وبالفعل، تعرض سهم “آبل” لانخفاض حاد بلغ حوالي 28% من أعلى مستوى له في ديسمبر الماضي، مع توقعات بتأثر الشركة سلبًا نتيجة للرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة المفروضة على الواردات من الصين، حيث تُصنع غالبية منتجات “آبل”.

وفي خطوة أخرى، قامت “بيركشاير” ببيع أسهم بقيمة 134 مليار دولار في 2024، وانتهت العام بسيولة نقدية ضخمة بلغت 334 مليار دولار، مما يعكس استراتيجيتها في التعامل مع الأوقات العصيبة.

كما قرر بافيت تقليص استثماراته في “بنك أوف أمريكا” و”سيتي جروب”، اللذين انخفض سهمهما بنسبة 22% منذ بداية العام.

من ناحية أخرى، سجل سهم “بيركشاير هاثاواي” من الفئة “بي” ارتفاعًا قدره 9% هذا العام، رغم بعض التراجع الطفيف في الأسبوع الماضي، مما يبرز متانة استثمارات الشركة في قطاعات التأمين والسكك الحديدية والطاقة، وهي قطاعات أقل تأثرًا بالقيود التجارية.

على الرغم من التحديات التي مر بها الاقتصاد العالمي، حقق بافيت زيادة في ثروته تقدر بنحو 12.7 مليار دولار منذ بداية العام، لتصل إلى 155 مليار دولار وفقًا لمؤشر “بلومبرج” للمليارديرات، ليكون بذلك الوحيد من بين أغنى 17 مليارديرًا حول العالم الذي شهد ارتفاعًا في ثروته خلال هذه الفترة.

وفي المقابل، شهدت ثروات العديد من الأثرياء تراجعًا ملحوظًا، في ظل تراجع الأسهم الأمريكية وتصاعد التوترات التجارية.

واحتفظ “بافيتي” بمكانته ضمن أغنى الشخصيات في العالم، حيث يحتل المرتبة السادسة في التصنيف العالمي، في الوقت الذي يظل فيه “إيلون ماسك” الأكثر ثراءً رغم تراجع ثروته بمقدار 130 مليار دولار هذا العام لتصل إلى 302 مليار دولار.

ويعكس هذا الأداء القوي في ظل الأزمات المالية الحالية براعة بافيت في اتخاذ قرارات استراتيجية بعيدة النظر، تميزت بالحذر والتخطيط المسبق لتخفيف تأثير التقلبات الاقتصادية على استثماراته.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى