نصيحة وارن بافت للمستثمرين: كيف تستفيد من فترات الانخفاضات الكبرى في الأسواق المالية؟

في ظل موجة البيع العارمة التي تجتاح الأسواق المالية هذه الأيام، يذكرنا الملياردير الأمريكي وارن بافت بنصيحة قديمة تؤكد على أهمية الصبر والتحلي بالعقلانية في الأوقات الصعبة.
ففي رسالته إلى المساهمين لعام 2017، استحضر بافت أبياتًا من قصيدة “إذا” للشاعر الإنجليزي الشهير روديارد كبلينج، التي كتبها في عام 1895، لتكون بمثابة مرشد للمستثمرين في فترات التراجع.
وقال بافت في رسالته: “من المستحيل التنبؤ بمدى تراجع الأسهم. لا أحد يستطيع أن يخبرك متى سيحدث ذلك، إذ يمكن للسوق أن يتحول فجأة من الاتجاه الصعودي إلى الهبوط دون سابق إنذار. لكن عندما يحدث هذا التراجع الكبير، تذكر هذه الأبيات من قصيدة ‘إذا’.”
وأضاف: “إذا استطعت أن تبقى هادئًا حينما يفقد الآخرون أعصابهم، وإذا تمكنت من الانتظار دون أن تتعب، وإذا استطعت أن تفكر دون أن تكون مشوشًا، وإذا كان بإمكانك أن تثق في نفسك حينما يشكك الآخرون فيك، فإنك ستملك الأرض وكل ما فيها.”
هذه الأبيات تشدد على أهمية التركيز على الأهداف طويلة الأجل، وهي فلسفة يتبعها بافت في استثماراته.
ورغم التقلبات العنيفة التي قد تهز الأسواق، يؤكد بافت على ضرورة الاستمرار في الاستثمار المنتظم، لأن ذلك قد يتيح للمستثمرين فرصة اقتناص صفقات رابحة في الأوقات التي تتسم بانخفاض الأسعار.
وتجدر الإشارة إلى أن بافت دائمًا ما يرى في فترات الانخفاض الكبير في سوق الأسهم، مثل الأزمة المالية التي اندلعت بين عامي 2007 و2009، والتي شهد خلالها مؤشر “إس آند بي 500” خسارة تزيد عن 50% من قيمته، فرصة استثنائية للاستثمار.
في هذا السياق، أكد بافت في رسالته إلى المساهمين لعام 2009 قائلاً: “الفرص الكبيرة نادرة، وعندما تمطر الذهب، امسك بدلو.”
قصيدة “إذا” تمثل، بشكل عام، دعوة للتحلي بالمرونة والإصرار على التقدم رغم التحديات. ومن أبرز أبياتها: “إذا استطعت أن تجمع كل أرباحك، وتخاطر بها في رمية واحدة، وإذا خسرت، تبدأ من جديد دون أن تذرف دمعة على خسارتك، فستكون رجلاً.”
وكانت هذه القصيدة قد حصلت على لقب أفضل قصيدة في المملكة المتحدة في استطلاع للرأي أجراه “بي بي سي” عام 1995، بفضل شعبيتها الواسعة في حياة كبلينج.