ميناء طنجة المتوسط يتصدر قائمة الموانئ الإفريقية ضمن أكثر 5 موانئ كفاءة عالمياً

صنف تقرير حديث صادر عن البنك الدولي ميناء “يانغشان” الصيني كأكفأ ميناء حاويات في العالم، وجاء ميناء صلالة في سلطنة عمان في المرتبة الثانية، فيما حقق ميناء طنجة المتوسط بالمغرب المركز الثالث، ليصبح بذلك رمزاً لنهضة اقتصادية إفريقية تتماشى مع أعلى المعايير الدولية.
ويُبرز هذا التصنيف الدولي، الذي شمل أكثر من 400 ميناء حول العالم، الحضور القوي للموانئ الآسيوية والإفريقية ضمن المراتب الأولى، مما يعكس تحولات عميقة في خارطة التجارة العالمية التي لم تعد محصورة في الموانئ الأوروبية والأمريكية كما كان عليه الحال لعقود.
ويواصل ميناء طنجة المتوسط تثبيت موقعه كقطب بحري إقليمي وعالمي، متنافساً مع كبريات الموانئ في الشرق والغرب. وبفضل بنيته التحتية المتطورة، وتبنيه لرقمنة العمليات، وسرعة معالجة الحاويات، أصبح هذا الميناء بوابة المغرب نحو الأسواق العالمية، ومركز تعاون مهم بين دول الجنوب، لاسيما مع الصين التي تملك استثمارات ضخمة في المجال.
ويُعد نجاح ميناء طنجة المتوسط تتويجاً لسياسات متكاملة اعتمدتها الحكومة المغربية في مجالات النقل، التجارة، والتصنيع، حيث أصبح الميناء منصة لوجستية تربط بين إفريقيا، أوروبا، وأمريكا، ويساهم بشكل فاعل في سلاسل التوريد الدولية.
في المقابل، تواجه العديد من الموانئ الأوروبية التقليدية تحديات متعددة مثل البيروقراطية وقدم البنية التحتية، ما منح الفرصة للموانئ الحديثة في المغرب وآسيا لتقديم نموذج متقدم يرتكز على الكفاءة التشغيلية، والتكامل بين الفاعلين الاقتصاديين، والتوجه القوي نحو الرقمنة.
يعكس هذا التصنيف أهمية الكفاءة المينائية كعامل رئيسي في تحديد مكانة الدول ضمن منظومة التجارة العالمية، وهو ما تدركه كل من الصين والمغرب جيداً، حيث تستثمران بشكل استراتيجي في تطوير موانئهما بما يتماشى مع طموحاتهما الاقتصادية والسياسية على المستوى الدولي.
وفيما يلي ترتيب أفضل خمسة موانئ في التقرير:
ميناء يانغشان – الصين
ميناء صلالة – سلطنة عمان
ميناء طنجة المتوسط – المغرب
ميناء تانجونغ بيليباس – ماليزيا
ميناء تشي وان – الصين
يُظهر هذا الترتيب تنوع القارات التي ينتمي إليها الموانئ المتصدرة، مما يبرز تحول موازين القوة في القطاع المينائي، وتحول الجنوب العالمي إلى لاعب رئيسي في الاقتصاد البحري.
وبذلك يثبت المغرب، عبر ميناء طنجة المتوسط، أن الاستثمار الاستراتيجي والرؤية الواضحة يمكن أن يحققوا نتائج ملموسة في قطاعات تنافسية كبرى مثل النقل البحري، وأن مسيرة الريادة لا تقتصر على الدول الشمالية فقط.