الأخبار

موسكو تحقق في انفجار ناقلة الغاز «إيكو ويزارد» وتسرب الأمونيا

في حادثة جديدة تثير الريبة، تحقق السلطات الروسية في انفجار غامض وقع على متن ناقلة غاز تُدعى “إيكو ويزارد” أثناء عمليات التحميل والتفريغ في ميناء أوست لوغا على بحر البلطيق، ما أدى إلى تسرب للأمونيا دون تسجيل إصابات.

لكن الأصداء السياسية للحادث تجاوزت الميناء، إذ أعقبه انتحار وزير النقل الروسي بعد اجتماع طارئ عقده مع الرئيس فلاديمير بوتين.

الناقلة المتضررة مملوكة لشركة “ستيلث جاز” اليونانية، المُدرجة في بورصة ناسداك، وكانت تزاول مهام نقل الغاز في الميناء الروسي الاستراتيجي. الانفجار يُعتقد أنه الحادث السادس من نوعه هذا العام الذي يستهدف ناقلات في محيط روسيا، ما أثار شكوكًا بوجود عمليات تخريب ممنهجة.

وبحسب فايننشال تايمز، تتوجه بعض أصابع الاتهام نحو أوكرانيا، خصوصًا أن هذه الحوادث تتزامن مع تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة، بينما تطرح نظريات أخرى فرضيات حول صِلات محتملة مع ليبيا، نظرًا لتشابه بعض أنماط السفن المستهدفة.

تزامن هذا الحادث مع ما جرى قبل تسعة أيام لناقلة النفط اليونانية “فيلامورا” في البحر الأبيض المتوسط، والتي أكّدت فحوص فنية لاحقة أنها تعرضت لانفجار بفعل عبوة ناسفة مجهولة المصدر، دون أن يتم تحديد الجهة المسؤولة.

اللافت أن معظم السفن المستهدفة مملوكة لشركات يونانية وقبرصية غير خاضعة للعقوبات الغربية، باستثناء ناقلة “كوالا” التي سبق أن تضررت في فبراير وتعرضت لاحقًا لعقوبات أوروبية بسبب نقلها شحنات نفط روسي.

وزارة النقل الروسية أكدت في بيان رسمي أن الحادث يوم 6 يوليو تسبب في “تسرب طفيف للأمونيا”، دون إصابات، مشيرة إلى أن طاقم السفينة وعددهم 23 شخصًا تم إجلاؤهم بأمان، وتعمل فرق الطوارئ على احتواء آثار التسرب.

في تطور مفاجئ، عُقد اجتماع طارئ لبحث الحادث برئاسة الوزير رومان ستاروفويت، الذي أُقيل من منصبه بقرار من بوتين في اليوم التالي.

لكن الصدمة الحقيقية كانت في العثور عليه منتحرًا بعد ساعات فقط من القرار، ما فتح الباب أمام تساؤلات عن مدى ارتباط الحادث بالأزمة السياسية داخل الوزارة.

رغم أن تسلسل الأحداث يوحي بتداخل أمني وسياسي، إلا أن المتحدثين الرسميين لم يربطوا علنًا بين إقالة الوزير والانفجار، خاصة في ظل توترات أوسع تشهدها روسيا مؤخرًا، كان آخرها تعطيل حركة الطيران إثر هجمات أوكرانية بمسيّرات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

تقارير عبر حسابات روسية على “تليغرام” تحدثت عن انفجار داخلي في غرفة المحركات، وليس في الشحنة نفسها، وهو ما يدعم فرضية أن الحادث ليس نتيجة خلل تقني في الحمولة، بل ناتج عن عمل تخريبي محتمل.

مع تكرار استهداف ناقلات يونانية وقبرصية، وتسارع وتيرة الانفجارات الغامضة في المياه الإقليمية الروسية أو المتاخمة لها، يبدو أن روسيا باتت تواجه جبهة بحرية غير معلنة، تمتد تداعياتها من الموانئ إلى كواليس السلطة، حيث قد يكون انتحار وزير النقل مجرد أول تداعيات أزمة أعمق لم تتضح معالمها بعد.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى