من مخاطرة إلى نجاح قياسي…توت العليق المغربي يقتحم الأسواق العالمية

لم يعد تصدير توت العليق المغربي مغامرة محفوفة بالمخاطر كما كان في السابق، بل أصبح اليوم قصة نجاح بارزة تدر أرباحًا قياسية، وفق ما أكدته منصة “إيست فروت” المتخصصة في تحليل البيانات الفلاحية.
وأوضحت المنصة أن التحول اللافت الذي شهده هذا القطاع يعود إلى استثمارات مكثفة في التكنولوجيا الحديثة وتبني ممارسات شفافة في سلاسل التوريد، وهو ما عزز مكانة المغرب كمورد موثوق للأسواق الأوروبية.
ففي مجال اللوجستيات، ركز المغرب على تطوير شبكات التبريد المجهزة بأجهزة استشعار ذكية، تسمح بمراقبة درجات الحرارة وجودة الشحنات بشكل لحظي، مما يقلل من مخاطر تلف المحصول أو تأخر وصوله. كما جرى اعتماد نظام صارم لمراقبة الجودة، يضمن توفير ثمار متجانسة تستجيب لمعايير الأسواق الأوروبية الأكثر صرامة.
إلى جانب ذلك، ساهم اعتماد شهادات مطابقة رقمية في تقليص زمن معالجة المستندات الورقية بشكل كبير، مع تمكين المستوردين من تتبع الشحنات بدقة من المزرعة حتى الميناء، ما عزز الثقة في المورد المغربي ورفع من تنافسية صادراته.
وبحسب التقرير، أصبح المغرب قادرًا على تصدير توت العليق بشكل شبه متواصل طوال العام، مع ذروة تمتد من نونبر إلى ماي، حيث سُجل رقم قياسي في أبريل الماضي بتصدير أكثر من 10 آلاف طن.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن موسم 2024/2025 شهد تصدير 64.400 طن من التوت الطازج، بعائدات بلغت 487 مليون دولار، أي بزيادة 13.8% مقارنة بالموسم السابق، وبارتفاع 9% عن الرقم القياسي المسجل في 2022/2023.
أما من حيث الوجهات، فما تزال المملكة المتحدة في صدارة الأسواق المستوردة، تليها إسبانيا، هولندا، ألمانيا وفرنسا، وهي دول تستحوذ مجتمعة على حوالي 94% من إجمالي الصادرات المغربية من هذه الفاكهة الحمراء.