منظمة التجارة العالمية تتوقع تباطؤًا في نمو تجارة البضائع مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية

توقعت منظمة التجارة العالمية تباطؤًا في نمو تجارة البضائع على المستوى العالمي خلال العام الجاري والعام المقبل، في ظل استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على وارداتها، رغم تعديل المنظمة لتوقعاتها لعام 2025 نحو الأعلى.

وفي تقرير صدر من مقر المنظمة في جنيف، أشارت إلى أن حجم التجارة العالمية في البضائع سيرتفع بنسبة 0.9% خلال 2024، مقارنة بتقديرات سابقة صدرت في أبريل الماضي كانت تشير إلى تراجع بنسبة 0.2%.

وقد عزا التقرير هذا التحسن الجزئي إلى عمليات تخزين المستوردين في الولايات المتحدة للمنتجات وقطع الغيار والمواد الخام، تحسبًا لدخول حزمة الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ.

ومع ذلك، تتوقع المنظمة أن ينمو حجم التجارة بنسبة 1.8% في عام 2025، وهي نسبة أقل من التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى نمو 2.5%.

وأكدت المديرة العامة للمنظمة، نغوزي أوكونجو إيويالا، أن “حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية لا تزال تؤثر بشكل كبير على ثقة قطاع الأعمال والاستثمار وسلاسل التوريد، مما يجعلها أحد أبرز المعوقات التي تواجه البيئة التجارية العالمية”.

وأضافت أوكونجو إيويالا أن العالم حتى الآن تجنب تفاقم النزاعات التجارية إلى دورة أوسع من الإجراءات الانتقامية المتبادلة التي كان يمكن أن تضر التجارة العالمية بشكل بالغ.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرضت رسومًا جمركية متبادلة على دول عدة، بزعم مخالفتها لمبادئ منظمة التجارة العالمية، التي تأسست منذ 30 عامًا لوضع قواعد للتجارة الدولية ورفض السياسات التي تخل بالتوازن التجاري.

وفي سياق متصل، كتب جيميسون غرير، ممثل التجارة الأمريكي، في مقال رأي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” هذا الأسبوع، أن النظام التجاري الحالي تحت مظلة منظمة التجارة العالمية “لم يعد قابلاً للاستمرار”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تمكنت خلال أشهر قليلة من تحقيق وصول أوسع إلى الأسواق الأجنبية مقارنة بسنوات طويلة من مفاوضات المنظمة التي لم تسفر عن نتائج.