مكاتب إدارة الثروات العائلية تتبنى استراتيجيات توزيع أصول مرنة وسط مخاطر الحرب التجارية

تشهد مكاتب إدارة الثروات العائلية تركيزًا متزايدًا على التنويع الاستراتيجي للأصول في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الأسواق العالمية والاقتصاد الكلي. حيث تحدد هذه المكاتب الحرب التجارية الواسعة النطاق كأكبر تهديد يواجهها خلال عام 2025.

وفقًا لتقرير “يو بي إس” السنوي حول مكاتب العائلات الثرية لعام 2025، والذي شمل 317 مكتبًا في 30 سوقًا مختلفًا، بلغ متوسط صافي الثروة التي يديرها كل مكتب حوالي 1.1 مليار دولار، فيما بلغ متوسط صافي الثروة للأسر التي تديرها هذه المكاتب نحو 2.7 مليار دولار.

وأشار “بنيامين كافالي”، رئيس قسم العملاء الاستراتيجيين في وحدة إدارة الثروات بـ “يو بي إس”، إلى أن “التقلبات المتزايدة، ومخاوف الركود العالمي، وموجة البيع الحادة في بداية أبريل دفعت مكاتب العائلات إلى تبني نهج طويل الأمد يهدف إلى الحفاظ على الثروة للأجيال القادمة”.

وتبرز الحرب التجارية كأكبر مصدر قلق في 2025، حيث أعرب 70% من المكاتب عن مخاوفهم منها باعتبارها التهديد الأساسي لأهدافهم المالية خلال العام المقبل.

وجاء الصراع الجيوسياسي في المرتبة الثانية، متبوعًا بارتفاع معدلات التضخم.

وعند النظر إلى الآفاق الخمس القادمة، ارتفعت نسبة المكاتب القلقة بشأن صراع جيوسياسي كبير إلى 61%، فيما أعرب 53% عن خشيتهم من ركود عالمي محتمل ناجم عن النزاعات التجارية، بينما عبر نصف المكاتب تقريبًا عن قلقهم من أزمة ديون متوقعة.

وفي هذا السياق، قال “إيف-آلان سومرهالدر”، رئيس حلول إدارة الثروات العالمية في “يو بي إس”: “لا تزال البيئة الاقتصادية والسياسية العالمية تشهد تقلبات سريعة ومستويات عالية من عدم اليقين”.

وبسبب حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والتجاري، تشهد استراتيجيات تخصيص الأصول تحولات واضحة، حيث تزيد بعض مكاتب العائلات استثماراتها في أسهم وسندات الأسواق المتقدمة. فقد ارتفعت نسبة استثمارات أسهم الأسواق المتقدمة إلى 26% في 2024، مع توقعات بزيادة هذه النسبة إلى 29% خلال العام الجاري.

وعلى مدى السنوات الخمس القادمة، يتوقع حوالي 46% من المكاتب زيادة استثماراتهم في أسهم الأسواق المتقدمة بشكل كبير أو معتدل، مقارنة بـ 23% فقط ممن يتوقعون زيادة في استثمارات أدوات الدخل الثابت في نفس الأسواق.

أما بالنسبة للأسواق النامية، فقد خصصت مكاتب العائلات 4% فقط من استثماراتها لأسهم هذه الأسواق و3% لسنداتها في 2024، مع توجه متزايد نحو زيادة استثماراتها في الهند والصين خلال الأشهر القادمة.

ومع ذلك، تواجه الاستثمارات في الأسواق الناشئة تحديات كبيرة، أبرزها المخاطر الجيوسياسية التي أشار إليها 56% من المكاتب، تليها المخاطر السياسية واحتمال تخلف بعض الدول عن سداد ديونها (55%).

كما تشمل العوائق انخفاض قيمة العملات، ارتفاع التضخم (48%)، بالإضافة إلى عدم اليقين القانوني وضعف الأطر التنظيمية (51%).