مجموعة ترامب تستثمر 300 مليون دولار في خيارات بيتكوين وسط مخاوف من تضارب المصالح
أثارت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا جدلاً واسعاً بعد إعلانها عن استثمار ضخم بقيمة 300 مليون دولار في أدوات مالية مشتقة مرتبطة بعملة البيتكوين، مما يعكس توجهاً متزايداً نحو التعرض للأصول الرقمية دون شراء العملة الرقمية مباشرة.
وكشفت تقارير صدرت عن وكالة بلومبرغ بتاريخ 28 يوليو أن الصفقة تضمنت استثماراً في أدوات مشتقة مثل صناديق المؤشرات المتداولة، وأسهم شركات متخصصة في العملات الرقمية، إضافة إلى سندات قابلة للتحويل.
وتمكن هذه الأدوات المجموعة من الاستفادة من تقلبات أسعار بيتكوين دون الحاجة إلى امتلاك الأصول الرقمية بشكل مباشر.
ويرى محللون أن توقيت الاستثمار يأتي بالتزامن مع التأثير الملحوظ للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على سوق العملات المشفرة، حيث أدت منشوراته على منصة “تروث سوشيال” إلى ارتفاعات مفاجئة في أسعار بيتكوين وإيثريوم، خصوصاً بعد دعوته لإنشاء احتياطي وطني من البيتكوين في مارس الماضي.
ووفقاً للبيانات المتاحة، تمتلك مجموعة ترامب أصولاً رقمية تقدر قيمتها بنحو ملياري دولار، تمثل حوالي ثلثي سيولتها النقدية.
وبإضافة عقود الخيارات، تراهن الشركة على فرص تحقيق أرباح أكبر في حالة صعود أسعار العملات الرقمية، رغم المخاطر المرتفعة التي قد تؤدي إلى خسائر فادحة في حال انعكاس السوق.
هذه الخطوة أثارت قلق عدد من خبراء السوق الذين أبدوا تخوفهم من وجود تضارب محتمل في المصالح، خاصة مع استمرار ترامب في لعب دور سياسي بارز.
وحذّر ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في شركة “إنتراكتيف بروكرز”، من أن التوقيت وحجم الصفقة يجعلان من الصعب فصل الأبعاد السياسية عن التحركات المالية.
من جهته، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض، سيث فيلدز، وجود أي تعارض في المصالح، مؤكدًا أن ترامب لم يشارك في أي تصرفات قد تثير الشبهات.
لكن محللين مثل نيك كارتر من “كاسل آيلاند فينتشرز” يشيرون إلى أن الجمع بين النفوذ السياسي والاستثمار في قطاع العملات المشفرة قد يشكل خطرًا على شفافية السوق.
تأتي هذه الاستثمارات ضمن إطار حملة أكبر تدعو إلى دعم عملة البيتكوين، تشمل مبادرات تشريعية مثل قانون GENIUS وأوامر تنفيذية محتملة لإنشاء احتياطي وطني للعملات المشفرة.
ومع تصاعد اعتماد مجموعة ترامب على الأدوات المشتقة الرقمية، تزداد الأنظار نحو استراتيجياتها وتأثيرها المحتمل على أسواق الأصول الرقمية في المستقبل القريب.
