لوكسمبورغ تدخل عالم البيتكوين في خطوة تاريخية لصندوقها السيادي نحو الأصول الرقمية

في خطوة تُعد الأولى من نوعها في أوروبا، أعلن صندوق الثروة السيادية في لوكسمبورغ عن استثمار 1% من محفظته البالغة 900 مليون دولار في صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، أي بما يقارب 9 ملايين دولار.
هذه المبادرة تمثل مؤشرًا واضحًا على تزايد الثقة في البيتكوين كأصل رقمي منظم يصلح للاستثمار طويل الأجل، خاصة من قبل مؤسسات حكومية تتبنى استراتيجيات مالية رقمية مبتكرة.
وأكد بوب كيفر، مدير الخزانة والأمين العام في لوكسمبورغ، أن القرار يأتي ضمن جهود البلاد لتعزيز سياساتها المالية وتثبيت مكانتها كمركز مالي مبتكر في أوروبا. وأضاف أن تخصيص جزء من المحفظة للبيتكوين يعكس إيمان الحكومة بقدرة الأصول الرقمية على تحقيق توازن بين المخاطر والعوائد.
ولفت كيفر إلى أن الاستثمار عبر صناديق البيتكوين المتداولة، بدلًا من الشراء المباشر للعملة، يقلل من المخاطر التشغيلية ويضمن الامتثال للوائح المالية الأوروبية، ما يتيح للوكسمبورغ التعرض المنظم لتحركات السوق دون مواجهة مشكلات السيولة أو فقدان الأصول.
ويعتبر خبراء الأسواق المالية دخول البيتكوين إلى محفظة صندوق الثروة السيادية في لوكسمبورغ رسالة رمزية عن تحول العلاقة بين التمويل التقليدي والرقمي، إضافة إلى أنها تعكس نضج سوق العملات الرقمية أمام صانعي القرار الأوروبيين.
من المتوقع أن تلهم هذه الخطوة مؤسسات استثمارية أخرى، بما في ذلك صناديق التقاعد وصناديق الثروة السيادية في أوروبا، لاعتماد البيتكوين كجزء من استراتيجياتها الاستثمارية المستقبلية.
وأوضح كيفر أن الهدف ليس تحقيق أرباح سريعة، بل “الاستعداد لمستقبل مالي تقوده الأصول الرقمية”، مؤكدًا أن البيتكوين أصبح عنصرًا محوريًا في رؤية لوكسمبورغ نحو التمويل الرقمي المنظم.
بهذه المبادرة، تؤكد لوكسمبورغ موقعها كواحدة من أوائل الدول الأوروبية التي ترى في البيتكوين أصلًا رقميًا مشروعًا ومستقبليًا يمكن دمجه بسلاسة مع النظام المالي التقليدي.