لماذا يراهن وارن بافت على “فيراساين” رغم انخفاض الأرباح؟
![لماذا يراهن وارن بافت على "فيراساين" رغم انخفاض الأرباح؟ 1 hq720 Detafour](https://detafour.com/wp-content/uploads/2025/02/hq720.jpg)
شهدت شركة “فيراساين” انخفاضًا في أرباحها بنسبة 23% خلال الربع الذي تزامن مع تعزيز “بيركشاير هاثاواي” حصتها في الشركة، وهو التراجع الأول من نوعه منذ الربع الثاني من عام 2021.
تأسست “فيراساين” في عام 1995، وهي تعمل كمزود رئيسي لعناوين النطاقات على الإنترنت، حيث كانت تحتكر تسجيل عناوين النطاقات الخاصة بـ “.com” لمدة ثلاثين عامًا متتالية.
ومنذ تأسيسها، تواصل الشركة دورها البارز في البنية التحتية العالمية للإنترنت.
تساهم “فيراساين” في دعم البنية التحتية العالمية للإنترنت من خلال إدارة عمليات صيانة اثنين من خوادم الإنترنت الرئيسية البالغ عددها 13 خادمًا في جميع أنحاء العالم، وهي النقطة الأساسية التي يبدأ منها الوصول إلى مواقع الويب.
في فترة فقاعة “دوت كوم” عام 2000، وصلت القيمة السوقية لـ “فيراساين” إلى نحو 40 مليار دولار، لكن قيمتها انخفضت بشكل كبير إلى حوالي مليار دولار.
ومع ذلك، نجحت الشركة في التعافي تدريجيًا، حيث تجاوزت قيمتها السوقية الآن 20 مليار دولار.
دخل “وارن بافت” في استثمار بـ “فيراساين” لأول مرة في عام 2012، ومنذ ذلك الحين، ارتفع سهم الشركة بأكثر من 300%.
مؤخرًا، قام “بافت” بزيادة حصته في الشركة بشكل مستمر، مما يطرح سؤالًا: لماذا يواصل دعمها؟
في دجنبر 2024، عززت “بيركشاير هاثاواي” حصتها في “فيراساين” إلى 13.3 مليون سهم، مما رفع حصتها الإجمالية إلى حوالي 14% من أسهم الشركة، ما يعادل نحو 2.7 مليار دولار، مما يجعلها المساهم الأكبر في الشركة.
ازدهرت التجارة الإلكترونية خلال فترة الجائحة، وزاد الطلب على الوصول إلى الإنترنت في مجالات متعددة مثل الأعمال، الترفيه، والتعليم. وبذلك، استمر الطلب على مواقع الإنترنت وعناوين النطاقات في النمو، مما يعزز من موقع “فيراساين” في السوق.
بحسب محللي “سيتي جروب” في يناير 2025، تم تصنيف سهم “فيراساين” كأحد الخيارات الأفضل للسنة القادمة، وذلك بسبب سمعة الشركة في مجال تقديم الخدمات الأساسية وشبكة الأعمال الموثوقة التي تديرها، بالإضافة إلى قدرتها على رفع الأسعار بشكل منتظم، مما يعزز من مرونة إيراداتها.
في الربع الثالث من عام 2024، حققت “فيراساين” واحدة من أعلى هوامش الربح بين الشركات المدرجة في مؤشر “إس آند بي 500″، حيث سجلت نسبة 56%، متفوقة بذلك على العديد من الشركات الكبيرة، بما في ذلك “إنفيديا”.
من غير المفاجئ أن تكون “فيراساين” ضمن الشركات البارزة في محفظة استثمارات “وارن بافت”، الذي أصبح أحد أكبر مساهميها.
و بالرغم من تجنب “بافت” الصفقات الكبيرة مؤخرًا، فإنه يواصل دعم “فيراساين”، مما يثير الاهتمام حول استراتيجيته الاستثمارية في ظل تجنب الاستثمارات الكبرى.
بلغت السيولة النقدية التي تحتفظ بها “بيركشاير هاثاواي” في الربع الثالث من عام 2024، مستوى قياسيًا بلغ 325.2 مليار دولار.
ورغم تجنب “بافت” للصفقات الكبيرة ومواصلة بيع حصصه في الأسهم، يبدو أن اختياره للاستثمار في “فيراساين” هو خطوة استراتيجية، خاصة مع التحديات الاقتصادية الراهنة.
هل يمكن أن يكون هذا الاختيار هو الأنسب في ظل تفادي “بافت” للإنفاق الضخم؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد حول هذا القرار الاستثماري البارز.