لماذا تظل السياحة الداخلية في المغرب غير مستغلة بالكامل؟
![لماذا تظل السياحة الداخلية في المغرب غير مستغلة بالكامل؟ 1 siyaha Detafour](https://detafour.com/wp-content/uploads/2024/10/siyaha.webp)
شهد القطاع السياحي المغربي في عام 2024 طفرة نوعية، حيث حقق أرقاماً قياسية في عدد السياح والإيرادات، مما جعله قطاعاً واعداً في التنمية الاقتصادية للبلاد.
ومع ذلك، يواجه القطاع تحدياً كبيراً يتمثل في ضعف السياحة الداخلية، رغم الجهود الحكومية المبذولة لتنشيطها.
في عام 2024، بلغ عدد السياح الوافدين إلى المغرب 17.4 مليون سائح، بزيادة قدرها 20% مقارنة بالعام السابق. وارتفعت الإيرادات السياحية إلى 112.5 مليار درهم، بزيادة 7.5% مقارنة بعام 2023. هذه الأرقام القياسية تعكس جاذبية المغرب كوجهة سياحية عالمية.
على الرغم من النمو في السياحة الخارجية، تواجه السياحة الداخلية تحديات كبيرة. فقد تراجعت ليالي المبيت للمقيمين في الفنادق المصنفة من 8.6 مليون ليلة في 2023 إلى 8.5 مليون ليلة في 2024.
ويعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها تفضيل المغاربة للسياحة في الخارج، وارتفاع تكلفة السياحة الداخلية، وضعف الترويج لها.
تبذل الحكومة المغربية جهوداً كبيرة لتنشيط السياحة الداخلية، حيث خصصت خارطة الطريق للسياحة 2023-2026 سلسلتين موضوعيتين للسياحة الداخلية، تشملان السياحة الداخلية في المناطق الساحلية والفضاءات الطبيعية.
كما تعمل على تحسين جودة العرض السياحي، وتوفير الإيواء المناسب، وتنويع الأنشطة السياحية، وتعزيز الترويج للسياحة الداخلية.
و تلعب السياحة الداخلية دوراً مهماً في النشاط السياحي والاقتصاد الوطني، حيث تساهم في تحقيق التوازن بين السياحة الخارجية والداخلية، وتوفير فرص العمل، وتنمية المناطق الداخلية.
وقد أظهرت أهميتها خلال الأزمات، حيث ساهمت في صمود القطاع السياحي خلال جائحة كورونا.
رغم التحديات التي تواجه السياحة الداخلية، إلا أن الحكومة المغربية عازمة على تنشيطها وتطويرها، لما لها من أهمية في الاقتصاد الوطني.
ومع استمرار الجهود المبذولة، من المتوقع أن تشهد السياحة الداخلية نمواً في السنوات القادمة، مما سيعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية متكاملة.