قفزة تاريخية في إنتاج الصين من خلايا الطاقة الشمسية وسط ضغوط تنظيمية

سجلت الصين رقماً قياسياً جديداً في إنتاج خلايا الطاقة الشمسية خلال شهر مارس، مدفوعة بسباق محموم من المطورين لإنجاز مشاريعهم قبل دخول لوائح تنظيمية جديدة حيز التنفيذ، في وقت يتخبط فيه القطاع بين ارتفاع الإنتاج ووعود تقليصه.
وبحسب بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصيني الصادرة الأربعاء، بلغ إجمالي إنتاج خلايا الطاقة الشمسية 78.44 غيغاواط في مارس، ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 24%، ويُعد أعلى مستوى شهري منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2010.
أدت السياسات الحكومية المرتقبة إلى تسريع وتيرة الطلب على خلايا الطاقة الشمسية، حيث سارع المطورون إلى تركيب الألواح قبل دخول لوائح جديدة لتركيب الألواح فوق الأسطح حيز التنفيذ في مايو، ونظام تسعير كهرباء جديد يبدأ في يونيو، يُتوقع أن يقلّص عوائد مشاريع الطاقة الشمسية.
ورغم التزامات سابقة من الشركات بخفض الإنتاج لمواجهة فائض المعروض الذي تسبب في تراجع الأسعار وهامش الأرباح، إلا أن قفزة الإنتاج الحالية تسلط الضوء على صعوبة تطبيق تلك التعهدات، خصوصاً وأن معظمها طوعي ويمكن العدول عنه بسهولة.
وتشير جمعية صناعة السيليكون في الصين إلى أن الارتفاع الأخير في الطلب قد يكون مؤقتاً، محذّرة من أن السوق قد تواجه مرحلة انكماش بمجرد انتهاء المهل التنظيمية، حيث قالت:
“مع اقتراب موعد تطبيق اللوائح، بلغ الطلب ذروته، ومن المتوقع أن يبدأ بالتراجع قريباً”.
وفي خطوة تعكس الضبابية التي تكتنف مستقبل القطاع، ألغت شركة “باور تشاينا” (Power Construction Corp of China)، وهي شركة مملوكة للدولة، مناقصة ضخمة كانت تستهدف شراء 51 غيغاواط من الألواح الشمسية خلال هذا العام، مرجعة ذلك إلى حالة عدم اليقين المرتبطة بتغييرات نظام تسعير الكهرباء المقبل.
تظهر التطورات الأخيرة مدى هشاشة التوازن بين السياسات الحكومية، ديناميات السوق، والتوقعات المستقبلية في قطاع الطاقة الشمسية الصيني.
وبينما تسجل الأرقام مستويات تاريخية، يخيّم القلق على الأفق بسبب اضطرابات تنظيمية قد تعيد رسم خريطة الطلب والإنتاج في الأشهر المقبلة.