في الشركات الكبرى: هل الترقي الوظيفي هو الهدف الأسمى؟

تعد فكرة الترقي الوظيفي من المحفزات الرئيسية التي تدفع الموظفين إلى زيادة إنتاجيتهم، ولكن قد يكون السلم الوظيفي غير متاح في العديد من الشركات، خصوصًا تلك التي تسعى إلى الاستقرار الإداري وتقلل من التغييرات في المناصب العليا.
بحسب “لورين توهيل”، مديرة التسويق الرئيسية في “جوجل”، يعتبر الاستمتاع بالعمل أكثر أهمية من التركيز على الخطط التفصيلية للترقيات الوظيفية. في شركات مثل “جوجل”، التي لا توفر فرصًا متعددة للترقيات، ينصح الموظفون بالاستمتاع بأدوارهم الحالية بدلاً من السعي وراء ترقية قد لا تأتي.
فالتجربة في بيئة العمل قد تكون أكثر تأثيرًا على تعزيز الإنتاجية من مجرد التطلع إلى التقدم الوظيفي.
و توصف الشركات الكبرى مثل “جوجل” بأنها أشبه بصالة رياضية أكثر من كونها مجرد سلم وظيفي. نصيحة “توهيل” للموظفين هي القيام بدوريات متعددة وتولي مهام جديدة لتوسيع المهارات، مع التأكيد على أهمية الاستمتاع بالدور الأساسي وعدم فقدان الشغف بما يقومون به.
تستند نصائح “توهيل” إلى خبرتها المهنية التي بدأت في مجال التسويق لشركات السفر الأوروبية، حيث لم تكن تخطط في البداية للعمل في شركة ناشئة، خاصة في مجال التكنولوجيا. ومع ذلك، تولت دورًا مهمًا في التسويق لدى “جوجل” في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.
تلقت “توهيل” دعوة من “جوجل” لحضور اجتماع في مقر الشركة، مما أدى إلى مقابلة عمل تحولت لاحقًا إلى تعيينها في دور مهم في التسويق الأوروبي في 2003. وهكذا أصبحت واحدة من أوائل الموظفين غير الأمريكيين في قسم التسويق بـ”جوجل”.
و بفضل أدائها المميز في قيادة فريق التسويق الأوروبي، انتقلت “توهيل” إلى الولايات المتحدة لتصبح رئيسة التسويق العالمي في “جوجل” بعد ست سنوات، وهو تحول غير مخطط له حسب قولها.
و في عام 2016، شهدت حياة “توهيل” منعطفًا مفاجئًا بعد تشخيص إصابتها بسرطان القناة الصفراوية. ورغم محاولاتها العودة إلى العمل بعد العلاج، إلا أنها واجهت صعوبة في الاستمرار بسبب عدم استدامة العلاج طويل الأمد.
و بسبب التحديات الصحية، قررت “توهيل” تقليل ساعات العمل المتأخرة وابتعدت عن محاولة الرد على كل بريد إلكتروني. وجدت السلام الداخلي من خلال تخليها عن السعي وراء الكمال الدائم، ولم تنهار حياتها المهنية كما كانت تتوقع.
و في النهاية، قدمت “توهيل” خلاصة تجربتها في بودكاست “This Is Working” عبر منصة “لينكد إن”، حيث نصحت الموظفين باستخدام “البوصلة” بدلًا من “الخريطة”.
فالبوصلة تمثل الهدف النهائي الذي يطمح الموظف لتحقيقه، مع الأخذ في الاعتبار حياته خارج العمل. وبالنسبة لها، فإن اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى السعادة والرضا الشخصي أهم من اتباع مسار مهني محدد مسبقًا.