فيضانات كارثية تضرب الولايات المتحدة جراء العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة

شهدت الولايات الوسطى من الولايات المتحدة كارثة مناخية غير مسبوقة هذا الأسبوع، تمثلت في عواصف رعدية عنيفة وأمطار غزيرة أدت إلى فيضانات كارثية أودت بحياة ما لا يقل عن 16 شخصاً في ولايات تينيسي، ميسوري، إنديانا، أركنساس، وكنتاكي.
ووفقاً لمركز التنبؤ بالعواصف، تعرّض أكثر من 41 مليون شخص لخطر العواصف القوية، التي امتدت من وادي نهر أوهايو حتى جنوب شرق تكساس.
و كان يوم السبت ثالث يوم على التوالي يُصدر فيه تحذير من المستوى الرابع، وهو أعلى مستويات الخطر، في مناطق واسعة من وادي المسيسيبي، حيث بلغت الأمطار ذروتها وتسببت في فيضانات مفاجئة تهدد الأرواح.
وتُعد هذه الكارثة، الممتدة لثلاثة أيام، ظاهرة نادرة الحدوث خارج موسم الأعاصير، مع استمرار تساقط الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية فوق مناطق واسعة من أركنساس وتينيسي، مما يرفع من خطر الفيضانات المفاجئة المميتة.
أثّرت العواصف على البنية التحتية بشكل بالغ، إذ انقطعت الكهرباء عن أكثر من 83 ألف منزل وشركة، وتأثرت حركة الطيران بشكل كبير مع تأخر أكثر من 6 آلاف رحلة داخل وخارج الولايات المتحدة.
وفي أركنساس، أعلنت الحاكمة سارة هاكابي ساندرز عن موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعلان حالة الطوارئ في الولاية، مما يتيح تقديم المساعدات الفيدرالية بشكل عاجل.
في شمال أركنساس، وصلت مياه نهر “سبرينغ” إلى مستويات غير مسبوقة في مدينة “هاردي”، في حين تسبب انهيار جسر في خروج عربات قطار عن مسارها بمدينة “ماموث سبرينغ”. وقد غمرت المياه بعض عربات القطار بالكامل، مما أعاق عمليات الإنقاذ.
أما في ولاية كنتاكي، فقد أُغلقت 390 طريقاً نتيجة الانهيارات الطينية والصخرية، وتُظهر مشاهد من طائرة دون طيار غرق وسط مدينة هوبكنسفيل بالكامل تقريباً.
وفي مقاطعة جيسامين، لجأ السكان إلى القوارب للتنقل وسط مياه الفيضانات التي غمرت المنازل والبنى التحتية.
سجّلت ولاية تينيسي أكبر عدد من الضحايا، حيث أُبلغ عن عشر حالات وفاة، إلى جانب انقطاع الكهرباء عن أكثر من 56 ألف منشأة سكنية وتجارية.
وتُشير التقديرات إلى أن كميات الأمطار تجاوزت 30 سنتيمتراً في بعض المناطق، وهو مستوى لا يحدث إلا مرة واحدة في كل جيل.
ومع استمرار سوء الأحوال الجوية، لا يزال تقييم حجم الأضرار مستمراً وسط توقعات بتحرك العواصف نحو ولايات الجنوب الشرقي مثل فلوريدا وألاباما وجورجيا خلال الساعات المقبلة، ما يُبقي الخطر قائماً رغم تراجع حدة الفيضانات في بعض المناطق الأخرى.
هذه الأحداث تسلط الضوء مجدداً على هشاشة البنية التحتية الأمريكية في مواجهة الكوارث الطبيعية، وعلى الحاجة لتحديث أنظمة الإنذار المبكر واستجابة الطوارئ في ظل تزايد تواتر الظواهر المناخية المتطرفة.