فرنسا تشن حملة أمنية ضد عصابات اختطاف مرتبطة بالعملات المشفرة بعد تصاعد جرائم عنيفة

شهدت فرنسا تصاعدًا خطيرًا في جرائم الاختطاف المتعلقة بالعملات المشفرة، حيث تمكنت السلطات من اعتقال أكثر من 12 متهماً، بينهم قاصرون، ضمن سلسلة عمليات أمنية استهدفت شبكات إجرامية تنشط في باريس وضواحيها.
في 27 مايو، نفذت وحدة مكافحة العصابات الفرنسية (BRB) سلسلة مداهمات متزامنة في منطقتي إيل دو فرانس ولوار أتلانتيك، بدعم من عدة وحدات شرطية، بهدف تفكيك شبكة إجرامية يشتبه في تجنيدها أشخاصاً عبر منصات التواصل الاجتماعي لتنفيذ عمليات اختطاف بهدف الابتزاز باستخدام العملات المشفرة، ما يعكس تعقيد وتطور الجرائم المرتبطة بهذا القطاع الحيوي.
جاءت هذه الاعتقالات على خلفية محاولتي اختطاف بارزتين استهدفتا أفرادًا مرتبطين بعالم العملات المشفرة. في الأول من مايو، اختُطف والد لاعب بوكر ومستثمر في العملات الرقمية على يد أربعة ملثمين استخدموا شاحنة مزيفة تحمل شعار شركة UPS.
و طلب الخاطفون فدية بالعملات المشفرة تتراوح بين 5 و7 ملايين يورو، كما قاموا بإصابة الضحية لكسر إصبعه في محاولة لترهيب ابنه، لكن الشرطة نجحت في إنقاذه خلال مداهمة جنوب باريس.
وفي حادثة ثانية، حاول ثلاثة مسلحين اختطاف ابنة بيير نوازات، الرئيس التنفيذي لمنصة Paymium الشهيرة لتداول العملات المشفرة، في وضح النهار بالعاصمة، غير أن الضحية تمكنت من الفرار بمساعدة المارة، بينما فرّ المهاجمون في شاحنة تحمل شعار Chronopost.
حتى الآن، وُجهت اتهامات لستة مشتبه فيهم واحتُجزوا احتياطياً في إطار القضية الأولى، ويُعتقد أن هؤلاء جُندوا خصيصًا لتنفيذ عمليات الاختطاف في هذا السياق. وفي القضية الثانية، شهدت المداهمات الأخيرة اعتقالات جديدة.
رداً على هذه الحوادث، كثفت وزارة الداخلية الفرنسية الإجراءات الأمنية لحماية كبار المسؤولين في قطاع العملات المشفرة وأسرهم، لمواجهة تهديدات متزايدة.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا باتت مركزًا لموجة متصاعدة من الجرائم العنيفة المتعلقة بالعملات المشفرة، حيث سجلت ست حوادث اختطاف على الأقل خلال العام الحالي، من بينها اختطاف ديفيد بالاند، المؤسس المشارك لشركة ليدجر، في يناير الماضي، حيث تعرض للتعذيب والمطالبة بفدية ضخمة تبلغ 10 ملايين يورو بالعملات المشفرة، ما يسلط الضوء على تصاعد المخاطر الأمنية في هذا المجال.