عقود الذرة ترتفع بدعم بيانات إيجابية لمحاصيل الولايات المتحدة وسط تراجع فول الصويا

اختتمت أسعار العقود الآجلة للذرة تعاملات الثلاثاء في بورصة شيكاغو على ارتفاع طفيف، مدعومة بتحسن ثقة المستثمرين مع استمرار ارتداد الأسعار من أدنى مستوياتها الأخيرة.
وجاء هذا التحسن في ظل تقارير حكومية إيجابية أكدت جودة الموسم الزراعي الحالي لمحصول الذرة في الولايات المتحدة.
في المقابل، تراجعت أسعار فول الصويا والقمح، وسط ضغوط متزايدة من توقعات الحصاد الوافر وتقييمات المحاصيل القوية، بالتزامن مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية المنتظرة، ما يُضيف مزيدًا من الترقب بشأن التوجهات الاقتصادية المقبلة، خاصة في ظل استمرار الجدل حول الرسوم الجمركية الواسعة التي يقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أفادت وزارة الزراعة الأمريكية يوم الإثنين أن 74% من محصول الذرة و70% من فول الصويا مصنفة في فئة “جيد إلى ممتاز”، وهي أفضل نسب تقييم تُسجّل في شهر يوليو منذ عام 2016، ما يعكس ظروفًا مناخية مواتية في الغرب الأوسط الأميركي.
وأشارت التنبؤات الجوية إلى استمرار موجة الطقس المعتدل المصحوب بأمطار منتظمة خلال الأسبوع المقبل، وهو ما يعزز احتمالات الحصول على محاصيل قوية هذا الموسم.
قالت شركة “بيك ترادينغ ريسيرش” في مذكرة تحليلية إن الطقس يبدو “مثاليًا” حاليًا، لكن النظرة العامة للموسم لا تزال تتجه إلى الانخفاض، مشيرة إلى أن الأسواق تجاهلت مؤقتًا أثر الرسوم الجمركية المقترحة من ترامب، وتركز الآن على بيانات التضخم الأميركية المرتقبة.
وفي السياق نفسه، أشار محللو “جي بي مورغان” إلى أن سوق الذرة تمر بحالة من “البيع المفرط”، ما يجعلها عرضة لارتداد سعري قوي عند مستوياتها الحالية. وأضافوا: “لا نزال نرى أن الأسعار الحالية جذابة للمستهلكين، ونتوقع أن تشهد السوق تصحيحًا صعوديًا قريبًا”.
رغم الأداء القوي لمحصول فول الصويا، تتجه أنظار السوق إلى انخفاض الطلب المحلي في الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن تُظهر بيانات رابطة مصنعي البذور الزيتية انخفاض الطلب في يونيو إلى أدنى مستوى له خلال أربعة أشهر، رغم أنه يبقى الأعلى في تاريخ هذا الشهر بفضل توسع طاقة المعالجة.
على الجانب الآخر، سجلت واردات الصين من فول الصويا -أكبر مستورد عالمي- أرقامًا قياسية في يونيو، مدفوعة بزيادة الشحنات من البرازيل، المورد الرئيسي، وفقًا لبيانات الجمارك التي جمعتها “رويترز”.
أما سوق القمح، فقد تأثرت بتوسع الحصاد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، في حين يترقب المستثمرون نتيجة مناقصة شراء أطلقتها الجزائر، والتي قد تعطي مؤشرات على مدى قوة الطلب العالمي خلال الفترة المقبلة.
تحركات الأسعار
-
الذرة: ارتفعت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.3% لتغلق عند 4.19 دولار للبوشل.
-
فول الصويا: تراجعت عقود نوفمبر بنسبة 0.5% لتسجل 10.01 دولار للبوشل.
-
القمح: انخفضت عقود سبتمبر بنسبة 0.5% لتصل إلى 5.38 دولار للبوشل.
في ظل مزيج من العوامل المناخية المواتية، والسياسات التجارية المتغيرة، والتقلبات الاقتصادية العالمية، تبقى أسواق الحبوب عرضة لتذبذبات كبيرة في المرحلة المقبلة، بانتظار وضوح أكبر في اتجاهات الطلب، وسلوك المستهلكين، وتحركات السياسات النقدية والتجارية.