طنجة المتوسط: عام 2025 محطة تحول نوعية في الربط البحري المغربي

شهد ميناء طنجة المتوسط خلال عام 2025 تحولات استراتيجية عكست طموح المغرب لتعزيز مكانته كمحور محوري في البحر الأبيض المتوسط، سواء على صعيد حركة المسافرين أو النقل التجاري.
خلال موسم “مرحبا 2025”، استعاد الميناء مركزه الريادي في عبور المغاربة المقيمين بالخارج، مسجلاً ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المسافرين والسيارات، ما أكسبه صفة المنفذ الرئيسي لتسهيل حركة العبور خلال الصيف.
وفي مجال التجارة البحرية، تم إطلاق خط بحري جديد يربط طنجة المتوسط بميناء هويلفا الإسباني، مخصص لنقل البضائع وفق نظام “رول-أون/رول-أوف”، مع دورات أسبوعية متكررة وزمن عبور قصير، ما يساهم في تعزيز انسيابية الصادرات المغربية نحو الأسواق الأوروبية ويواكب الطلب المتزايد على الخدمات اللوجيستية عالية الجودة.
هذا التوسع النوعي يعكس الدور المتنامي للميناء في ربط شمال المغرب بمراكز الإنتاج والاستهلاك في أوروبا، ويأتي ضمن استراتيجيات المغرب لتقوية قدراته التنافسية في النقل البحري.
كما شهدت خطوط الربط مع الموانئ الإسبانية تحسينات تنظيمية مهمة، تضمنت إدخال تعديلات على شركات التشغيل وإدارة الرحلات، فضلاً عن اشتراط حجز التذاكر مسبقاً للمسافرين خلال فترات الذروة، لضمان تدفق سلس وتجنب الازدحام، ما ساهم بشكل ملموس في تحسين تجربة العبور.
على صعيد الابتكار الرقمي، عزز ميناء طنجة المتوسط من قدراته التقنية عبر الانضمام إلى مبادرات دولية لتبادل البيانات بين الموانئ، بما يتيح متابعة حركة السفن ومواعيدها بشكل لحظي. هذه الخطوة ساهمت في رفع الكفاءة التشغيلية للميناء، وتسهيل العمليات اللوجيستية، ووضعه ضمن قائمة الموانئ العالمية التي تعتمد على الابتكار والرقمنة في إدارة حركة الملاحة.
تجمع هذه التطورات لتضع عام 2025 كمرحلة محورية في تاريخ الربط البحري المغربي عبر طنجة المتوسط، حيث ميزته تحديثات البنية التحتية، وتوسيع خطوط الربط التجاري، وتعزيز القدرات الرقمية والتنظيمية، مؤكداً الدور الاستراتيجي للميناء كجسر لوجيستي بين إفريقيا وأوروبا.




