صندوق إيثريوم المتداول يكسر حاجز الـ10 مليارات دولار ويقود موجة انتعاش جديدة

شهدت سوق العملات المشفرة انتعاشًا لافتًا في الأسابيع الأخيرة، وجاءت أبرز إشارات هذا الزخم من أداء صندوق إيثريوم المتداول في البورصة (ETHA)، الذي تجاوز ولأول مرة حاجز 10 مليارات دولار من الأصول المُدارة، في إنجاز تاريخي يعكس تصاعد ثقة المستثمرين في مستقبل الأصول الرقمية.
واحتاج الصندوق إلى 251 يوم تداول فقط للوصول إلى هذا الرقم، ليُسجل بذلك ثالث أسرع نمو لأي صندوق متداول في البورصة في التاريخ، بعد صندوقي بيتكوين IBIT وFBTC، ما يعزز مكانته كأحد أسرع المنتجات الاستثمارية نمواً على الإطلاق.
وما يلفت الانتباه هو أن قيمة الأصول المُدارة في صندوق ETHA تضاعفت خلال عشرة أيام فقط، وهو ما وضعه ضمن أقوى خمسة صناديق من حيث التدفقات المالية الداخلة، سواء خلال الأسبوع الماضي أو الشهر الماضي. هذه القفزات تؤكد على استمرار طفرة العملات المشفرة منذ بداية عام 2025.
في هذا السياق، تتداول عملة الإيثريوم حالياً عند مستوى 3774 دولاراً، بارتفاع يفوق 50% خلال شهر واحد، مدعومة بزخم فني قوي وتفاؤل تنظيمي متزايد، إلى جانب تدفقات ضخمة من صناديق المؤشرات المتداولة التي تضخ سيولة جديدة في السوق.
وقد ساهم في تعزيز هذا الأداء الإيجابي تبنّي قوانين تنظيمية جديدة في الولايات المتحدة، مثل قانون Clarity الذي يوضح تصنيفات العملات المشفرة، وقانون GENIUS الذي يوفر إطارًا واضحًا للعملات المستقرة. هذان القانونان ساهما في تقليل الغموض القانوني الذي كان يعيق نمو مشاريع تعتمد على شبكة إيثريوم.
يرى المحللون أن قدرة الإيثريوم على الحفاظ على مستويات 3500 و3600 دولار، بل واختراقها، تعتمد بشكل أساسي على استمرار الزخم الحالي في السوق، خاصةً من حيث التدفقات المالية عبر صناديق المؤشرات المتداولة ونمو المعروض من العملة بشكل متوازن.
في المجمل، يبدو أن الإيثريوم لم يعد مجرد أصل رقمي بديل، بل يرسّخ موقعه كأداة استثمارية مؤسسية تتلقى دعماً تنظيمياً وماليًا متصاعدًا، في مشهد قد يعيد رسم ملامح أسواق المال الرقمية خلال النصف الثاني من العام.