الاقتصادية

صناعة المعادن الأوروبية بين خطة الاتحاد وتحديات الواقع

يسعى الاتحاد الأوروبي لتعزيز صناعة الصلب والمعادن عبر خطة عمل جديدة، وسط ترحيب حذر من منظمات القطاع، التي ترى أن أزمة ارتفاع تكاليف الطاقة منذ 2021 تستدعي تحركًا عاجلًا لاستعادة القدرة التنافسية المفقودة.

تعاني صناعة المعادن الأوروبية من ضغوط متزايدة بسبب تكاليف الطاقة المرتفعة، التي أضعفت الإنتاج، إلى جانب التعريفات الجمركية الأمريكية التي عمّقت أزمتها المستمرة منذ ثلاث سنوات.

ورغم خطط الاتحاد الأوروبي، فإن الجمعيات الصناعية تطالب بانتقال فوري من “التخطيط” إلى “الإجراءات العملية” لإنقاذ الصناعات الثقيلة كثيفة الاستهلاك للطاقة.

أطلق الاتحاد الأوروبي هذا الشهر “خطة العمل الأوروبية للصلب والمعادن” لمعالجة القضايا التي تواجه القطاع، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة، والمنافسة غير العادلة، واحتياجات إزالة الكربون، والأعباء التنظيمية.

وأكدت المفوضية الأوروبية أن الصناعة تواجه تهديدًا حقيقيًا بسبب الإنتاج الفائض عالميًا، والتلاعب التجاري من دول مثل الصين، في حين أن أوروبا هي المنطقة الصناعية الكبرى الوحيدة التي تشهد تراجعًا في طاقتها الإنتاجية.

كما أعلن الاتحاد عن 47 مشروعًا استراتيجيًا لتأمين المواد الخام الأساسية، تشمل تعدين ومعالجة وإعادة تدوير معادن الليثيوم والنيكل والكوبالت والمنغنيز والجرافيت، بهدف دعم سلسلة توريد البطاريات في أوروبا، مع توفير تسهيلات تمويلية وإجراءات تصاريح سريعة.

رغم هذه المبادرات، يؤكد قادة الصناعة أن التحديات لا تزال قائمة. فأسعار الطاقة الأوروبية تتجاوز مثيلاتها في الولايات المتحدة والصين بخمسة أضعاف، مما يقوض القدرة التنافسية. كما أن بعض المنشآت الصناعية باتت مهددة بالإغلاق بعد سنوات من محاولات التكيف.

أكدت رابطة الصلب الأوروبية (EUROFER) أن الاتحاد الأوروبي أدرك خطورة الوضع، لكنه لم يتخذ خطوات فعلية لحل الأزمة. وقال هنريك آدم، رئيس الرابطة:
“رغم المقترحات الإيجابية، تبقى أسعار الطاقة العائق الأساسي، إذ تؤثر على إنتاج المعادن وسلاسل التوريد الصناعية بالكامل. خفض تكاليف الطاقة أمر حيوي لإنقاذ القطاع”.

بدورها، رحبت رابطة الألمنيوم الأوروبية بالخطة، لكنها شددت على ضرورة التحرك الفوري. وصرح بول فوس، مديرها العام:

“الخطة واعدة، لكنها ليست كافية لإبقاء المصانع تعمل. المنافسون العالميون يتخذون قرارات ستؤثر على الأسواق لعقود، ونحن بحاجة إلى تدخلات عاجلة، بدءًا من دعم تكاليف الطاقة وصولًا إلى إصلاحات هيكلية تضمن بقاء صناعة الألمنيوم في قلب القاعدة الصناعية الأوروبية.”

إذا لم يتحرك الاتحاد الأوروبي بسرعة لتنفيذ تدابير ملموسة، فقد تفقد أوروبا ما تبقى لها من قدرة تنافسية في قطاع المعادن، مما يهدد أهدافها في إزالة الكربون ويجعلها أكثر عرضة للتبعية الخارجية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى