اقتصاد المغربالأخبار

صحيفة ليكيب : لو أُديرت الأمور في المغرب كما تُدار كرة القدم لكان الوضع مثالياً!

في الوقت الذي يتجهز فيه المغرب لاستقبال العالم رياضياً، من كأس أمم إفريقيا (كان 2025) إلى مونديال 2030، تشهد المدن الكبرى حراكاً اجتماعياً متصاعداً يحوّل الملاعب الفخمة إلى رمز للتناقض الصارخ.

فبدلاً من أن تكون كرة القدم مصدراً خالصاً للفخر، باتت مرآة تكشف الخلل في سلم الأولويات التنموية، كما رصدت صحيفة “ليكيب” الفرنسية في تقريرها الأخير “كرة القدم، قلب المغرب”، مسلطةً الضوء على عمق الهوة بين البنية التحتية الرياضية المترفة والخدمات العمومية المتهالكة.

لم يكن الغضب وليد اللحظة. ففي حي إنزكان الشعبي بضواحي أكادير، ما يزال جرح حادثة مستشفى الحسن الثاني مفتوحاً.

الحادثة المأساوية التي راح ضحيتها تسع نساء أثناء الولادة القيصرية حوّلت المرفق الصحي إلى رمز للإهمال، ونقطة انطلاق لصرخة مدوية: “سئمنا من الملاعب.. نريد مستشفيات!”.

هذا الشعار، الذي طغت آثاره على جدران المستشفى المتهالكة على الرغم من محاولات الترقيع السريع، أصبح العنوان الأبرز لحراك شبابي تقوده حركة “جيل زد 212”.

الشباب المحتج يربطون بشكل مباشر بين البذخ في الإنفاق الرياضي والإخفاق في توفير العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات. يقول أحدهم بسخرية مريرة: “لو كانت الصحة والتعليم تُدار كما تُدار كرة القدم، لكان المغرب بخير”.

الرقم صادم: نحو 80 مليون يورو هو ما كلفه تجديد ملعب مولاي الحسن بالرباط فقط، ضمن خطة إنفاق ضخمة على البنية التحتية الرياضية استعداداً للاستحقاقات الدولية المرتقبة.

هذا الإنفاق يتعارض بشكل صارخ مع واقع المستشفيات التي تفتقر لأبسط التجهيزات الأساسية والمدارس التي تعاني من الاكتظاظ ونقص الأطر.

الباحثة السياسية نادية الهاشمي العلوي، كما نقلت “ليكيب”، تصف هذه الحالة بـ “المفارقة”، وتوضح: “إنها تظهر دولة قوية في التنظيم الدولي، وضعيفة في توفير الخدمات الأساسية. الاستثمار في الرياضة أصبح مرآة تكشف الخلل الهيكلي بين الطموح العالمي والمطلب الاجتماعي المحلي”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى