شي جينبينغ يؤكد دعم الصين لروسيا وسط تصاعد التوترات الدولية

في خضم تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الشرق والغرب، شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ على أهمية تعزيز الدعم المتبادل بين بكين وموسكو، خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في العاصمة الصينية، وذلك بالتزامن مع انطلاق اجتماعات وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون.
ونقلت وكالة “شينخوا” الرسمية عن شي قوله إن على الصين وروسيا “تعزيز التعاون في المنتديات متعددة الأطراف” وتكثيف الجهود لتوحيد دول الجنوب العالمي في سبيل دفع النظام الدولي نحو قدرٍ أكبر من العدالة والتوازن، على حد تعبيره.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تستضيف فيه بكين اجتماع مجلس وزراء الخارجية لمنظمة شنغهاي للتعاون، بمشاركة كبار دبلوماسيي الدول الأعضاء، ومنهم الإيراني عباس عراقجي، والهندي سوبرامنيام جيشكنار، إلى جانب لافروف.
وتعتبر بكين منظمة شنغهاي منصة استراتيجية لتقديم بديل للمنظمات الغربية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتسعى من خلالها إلى بناء نموذج جديد للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين الدول الأعضاء، بما يعكس مصالح الدول النامية.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية، تطرق اللقاء بين شي ولافروف إلى التحضير لزيارة مرتقبة للرئيس فلاديمير بوتين إلى الصين، للمشاركة في قمة المنظمة المقبلة وفعاليات إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي خلفية هذا التحرك الدبلوماسي، لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض “رسوم قاسية للغاية” على الشركاء التجاريين المتبقين لروسيا إذا لم تُنه موسكو حربها في أوكرانيا خلال 50 يوماً، في تصعيد جديد للضغوط الاقتصادية.
وردت بكين على التهديدات الأميركية برفض “الإكراه الاقتصادي”، وأكدت مجدداً رفضها للعقوبات الأحادية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان: “لا يوجد منتصر في الحروب التجارية. الضغط لا يجلب الحلول، بل يعمّق الأزمات”.
وكان لافروف قد التقى نظيره الصيني وانغ يي في وقت سابق لمناقشة ملف الحرب في أوكرانيا والعلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، كما زار كوريا الشمالية قبل وصوله إلى بكين، حيث تلقى دعماً علنياً من بيونغ يانغ لموقف روسيا في أوكرانيا.
ورغم تأكيد الصين مراراً على “الحياد”، يرى عدد من حلفاء كييف أن بكين تقدّم دعماً غير مباشر لموسكو عبر مواقفها السياسية والتجارية، دون أن تدين الغزو أو تطالب روسيا بسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية.
وفي كلمته خلال افتتاح الاجتماع، أشار شي جينبينغ إلى أن “الثقة السياسية المتبادلة بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي تعمقت”، مضيفاً أن المنظمة أصبحت نموذجاً جديداً للتعاون الإقليمي يتماشى مع متغيرات العصر ويستجيب لحاجات مختلف الأطراف.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون عشر دول، من بينها الصين وروسيا والهند وباكستان وإيران، وتسعى إلى لعب دور محوري في صياغة نظام عالمي متعدد الأقطاب، بعيداً عن الهيمنة الغربية التقليدية، مع التركيز على قضايا الأمن الإقليمي والتكامل الاقتصادي.