اقتصاد المغربالأخبار

شبكات التواصل الاجتماعي تهيمن على حياة 60٪ من شباب المغرب

شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، مدفوعة بتوسع الإنترنت واعتماد الأجهزة الرقمية على نطاق واسع.

وتشير بيانات “Statista” لسنة 2024 إلى أن عدد مستخدمي هذه الشبكات بلغ نحو 30 مليون شخص خلال سنة 2023، بزيادة سنوية قدرها 8٪ مقارنة بسنة 2022، ما يعكس التحول الرقمي العميق الذي يشهده المجتمع المغربي.

وتكشف الإحصائيات الديموغرافية أن الشباب هم الأكثر نشاطاً على هذه المنصات، حيث تمثل الفئة العمرية ما بين 18 و34 سنة أكثر من 60٪ من المستخدمين، بينما لا تتجاوز نسبة من تزيد أعمارهم عن 55 سنة 6٪ فقط. ويطرح هذا التزايد تساؤلات حول تأثير شبكات التواصل على سلوكيات الشباب وهويتهم النفسية.

وفي هذا الإطار، تشرح بشرى المرابطي، أخصائية نفسية وباحثة في علم النفس الاجتماعي، أن البحث عن التقدير من الآخرين حاجة نفسية جوهرية تلعب دوراً أساسياً في تشكيل الذات.

فالاعتراف الخارجي يعكس نوعاً من الاعتراف الوجودي بالشخص، وتختلف الحاجة إليه حسب العمر والحالة النفسية، ويكون أكثر بروزاً عند الأطفال والمراهقين.

وتوضح الأخصائية أن عدد “اللايكات” والتعاليق على المنشورات أصبح معياراً للرضا عن النفس، حيث يمكن أن يُستخدم للبحث عن التقدير الاجتماعي أو لتحقيق أرباح مادية عبر عدد المشاهدات، ما جعلها وسيلة تسويقية جديدة فرضتها الثورة الرقمية.

وتضيف المرابطي أن غياب الرقابة الأسرية والضوابط الاجتماعية يزيد من إدمان الشباب على هذه المنصات، ما يؤثر سلباً على تكوين شخصياتهم.

فاعتمادهم على نظرة الآخرين كمعيار لتحقيق الذات قد يؤدي إلى تدني الثقة بالنفس، القلق، الاكتئاب، واضطرابات نفسية أخرى، خصوصاً عند قلة التفاعل الإيجابي أو قلة “اللايكات”.

وترى الباحثة أن التواصل الإنساني الواقعي يبقى حاجة أساسية للحفاظ على العلاقات الاجتماعية المتوازنة، بينما التحول شبه الكلي للتفاعل نحو الفضاء الرقمي، وسعي الشباب المستمر للإعجاب والقبول، قد يولد هوساً يتطور إلى اضطرابات نفسية، أبرزها النزعة النرجسية التي تدفع بعض الشباب إلى البحث الدائم عن التقدير والثناء الخارجي.

وتؤكد المرابطي أن وضع حدود صحية لاستخدام هذه المنصات ومراجعة الذات أمر ضروري للحفاظ على التوازن النفسي والهوية الفردية، في زمن يطغى فيه الانشغال بالمظاهر والاعتراف الخارجي على الاهتمام بالذات الداخلية

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى