شاومي تدخل مضمار السيارات الكهربائية بقوة… وتخطف الأضواء من آبل

في إعلان صادم ومفعم بالثقة، وجهت “شاومي” صفعة قوية لشركة “آبل” عندما كشفت عن تحقيقها نحو 289 ألف طلب على سيارتها الكهربائية الثانية خلال ساعة واحدة فقط من إطلاقها، رسالة واضحة مفادها أن ما عجزت عنه عملاقة التكنولوجيا الأمريكية، نجح صانع الجوالات الصيني في تحقيقه.
لم يترك لي جون، مؤسس شاومي، فرصة دون استغلالها للتأكيد على تفوق شركته، مشيرًا إلى أن “آبل” أنفقت نحو 10 مليارات دولار على مشروع سيارتها الذاتية القيادة “تايتان” طوال عقد من الزمن، ولم تصدر أي سيارة فعلية حتى اليوم.
في المقابل، استطاعت “شاومي” بيع كامل إنتاج سيارة “واي يو 7” حتى عام 2027 مع قوائم انتظار طويلة تفوق العام، ما يبرز الفارق الشاسع بين الطموح والإنجاز.
اعتمدت شاومي على خطة متكاملة للاستفادة من الخبرات الصناعية، حيث حرص لي جون على عقد أكثر من 80 اجتماعًا مع خبراء الصناعة وشركات مثل “جيلي” و”جريت وول”، بالإضافة إلى استقطاب مهندسين ومدراء تنفيذيين من شركات عملاقة مثل “بي إم دبليو” و”بايك” و”ماجنا شتاير”، ما شكّل فريق تطوير قوي كان له دور حاسم في نجاح السيارة الكهربائية الأولى “إس يو 7”.
أنفقت “شاومي” أكثر من 1.6 مليار دولار بين 2021 و2024 على استثمارات في أكثر من 100 شركة ضمن سلسلة توريد السيارات الكهربائية، شملت البطاريات، الرقاقات، وأجهزة الاستشعار.
كما فضّلت الشركة بناء مصنعها الخاص في بكين باستثمار يقدر بـ10 مليارات يوان (1.4 مليار دولار) للمرحلة الأولى، بدلاً من الاعتماد على التصنيع الخارجي كما تفعل منافساتها.
تبدأ أسعار سيارة “واي يو 7” من 253.5 ألف يوان (حوالي 35 ألف دولار) وتتوفر بثلاثة طرازات: نسخة قياسية بمحرك واحد، ونسخة “برو” بمحركين، وطراز “ماكس” سريع التسارع الذي يصل من صفر إلى 100 كم/س خلال 3.23 ثانية، ما يجعلها منافساً قوياً في سوق السيارات الكهربائية.
على الرغم من النجاح التجاري، تعرضت “شاومي” لانتقادات على منصة “بلاك كات” من قبل بعض العملاء الذين طالبوا باسترداد عربون غير قابل للاسترداد (5 آلاف يوان) بسبب عدم وضوح مدة الانتظار التي بلغت بين 38 و60 أسبوعًا، والتي لم يتم توضيحها في التطبيق قبل الدفع.
ومع ذلك، فإن قاعدة جماهير شاومي الوفيّة، التي استمرت بدعمها رغم حادث مميت مرتبط بنظام القيادة في سيارة “إس يو 7” خلال مارس الماضي، تؤكد متانة العلاقة بين الشركة وعملائها.
على الرغم من اتهامات بتقليد تصاميم “بورشه”، تخطط “شاومي” لطرح سياراتها الكهربائية في الأسواق الأوروبية بدءًا من عام 2027، متحدية الرسوم الجمركية الصارمة، ومؤكدة بذلك طموحها العالمي نحو منافسة كبرى في صناعة السيارات المستقبلية.
في النهاية، تثبت “شاومي” أن الطموح المدعوم بالاستثمار الذكي وبناء القدرات يمكن أن يتفوق على تاريخ الشركات العريقة، وأن السباق نحو قيادة ثورة السيارات الكهربائية مفتوح أمام اللاعبين الجدد الذين يجمعون بين الابتكار والإرادة الصلبة.