الاقتصاديةاقتصاد المغربالأخبار

استغلال الثقة في سوق التداول المغربي: كيف يسقط المتداولون ضحايا للاحتيال الرقمي

أصبحت عمليات النصب والاحتيال عبر الإنترنت في سوق التداول في الأسهم والعملات الرقمية في المغرب ظاهرة متزايدة، حيث كشف وسطاء مغاربة في هذا المجال عن أساليبهم الملتوية التي تستغل ثقة الضحايا، مع تقديم وعود كاذبة بعوائد خيالية.

و في وقت يشهد فيه السوق المالي الرقمي انتشارًا واسعًا، يبرز العديد من “السماسرة الماليين” الذين يتاجرون بأحلام المستثمرين في تحقيق أرباح سريعة.

و أوضح أيوب مفتاح الخير، العضو السابق في المرصد المغربي للسيادة الرقمية، أن “حرب السيطرة” على سوق التداول في الأسهم والعملات الرقمية أدت إلى كشف أساليب النصب والاحتيال، التي تشمل تحويل الأموال إلى دول مثل تايلاند والإمارات العربية المتحدة.

وأضاف أن في ظل الطفرة الرقمية، وظهور منصات التداول عبر الإنترنت، يواصل بعض الوسطاء استخدام أساليب تسويقية مغرية لإغراء المستثمرين الجدد، عبر إعلانات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتستهدف هذه العمليات ضحاياها من خلال تقديم عروض مغرية للاستثمار في أسواق مثل “الفوركس” والعملات الرقمية، فضلاً عن تقديم مكافآت ضخمة للمستثمرين الجدد.

وبمجرد تسجيل الضحية وإيداع الأموال، تبدأ مرحلة المماطلة، حيث يواجه المستثمر صعوبة في سحب أمواله، لتطالب المنصة بمزيد من الإيداعات تحت ذرائع متعددة مثل “التحقق من الحساب” أو “الضرائب”، قبل أن تختفي الأموال والمنصة نفسها.

وقال مفتاح الخير إن هؤلاء الوسطاء يُعتبرون “الوجه الجديد للاحتيال الرقمي”، حيث يستغلون جهل البعض بطبيعة الأسواق المالية، ويعرضون وعودًا غير واقعية بعوائد مضمونة دون مخاطرة.

كما أشار إلى أهمية الوعي في التصدي لهذه الظاهرة، قائلاً: “التحقق من مصداقية الشركات وعدم الانجراف وراء الوعود الكاذبة يمكن أن يحمي المستثمرين من خسائر جسيمة”.

وأكد المتحدث أن أبرز العلامات التحذيرية لهذه العمليات تشمل غياب التراخيص القانونية من هيئات تنظيمية معروفة، مثل هيئات الأوراق المالية والبورصات، إضافة إلى العروض المبالغ فيها لتحقيق أرباح سريعة دون مخاطر.

وأوضح أن بعض الوسطاء يستخدمون أساليب ضغط لجذب المستثمرين وإجبارهم على إيداع أموال إضافية بسرعة.

وفقًا لتقارير دولية، أشار مفتاح الخير إلى أن ملايين الدولارات قد تم خسارتها على مستوى العالم بسبب هذه المنصات الاحتيالية، حيث بدأت بعض الدول في تشديد الرقابة على هذه المواقع المشبوهة، إلا أن المحتالين لا يزالون يجدون طرقًا جديدة للإيقاع بالضحايا.

وأضاف أن هذه المنصات تفتقر إلى الشفافية وتعجز عن تقديم معلومات واضحة حول هويتها أو مقرها.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى