الاقتصادية

سبيريت إيرلاينز تواجه مخاطر مالية كبيرة وتأثير محتمل على أسعار تذاكر الطيران الأميركي

أفصحت شركة سبيريت إيرلاينز مؤخراً عن مخاوف جدية بشأن قدرتها على الاستمرار لأكثر من عام، بعد سلسلة من الخسائر وتراجع الإيرادات، رغم خروجها من الإفلاس في مارس 2025.

وأظهرت البيانات المالية أن الشركة تكبدت خسارة صافية قدرها 256.7 مليون دولار منذ ذلك الحين، فيما انخفضت الإيرادات بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي.

لطالما لعبت سبيريت دوراً مؤثراً في السوق الأميركية، حيث أجبرت شركات الطيران المنافسة على خفض أسعارها بين 7% و11% في المتوسط عند دخولها أي خط جوي، وفق حكم قضائي عام 2024.

وعند انسحابها من بعض المسارات، شهدت الأسعار ارتفاعاً فورياً، إذ أظهرت تحليلات TD Cowen زيادة بمعدل 5.7% على الرحلات التي غادرتها الشركة، مع قفزات تصل إلى 22% في بعض الخطوط الرئيسية مثل دنفر–فورت لودرديل.

اعتمدت سبيريت نموذج “لا كماليات”، حيث تقدم أسعاراً منخفضة للغاية مقابل فرض رسوم على كل خدمة إضافية، مثل الأمتعة اليدوية، ما دفع شركات كبرى مثل أميركان إيرلاينز، يونايتد، ودلتا لتقديم فئة “الاقتصادي الأساسي” لمنافستها.

ويشير خبراء السفر إلى أن غياب سبيريت سيقلص خيارات هذه الفئة ويرفع الأسعار حتى على الخطوط التي لم تخدمها مباشرة.

رغم خسائرها، تظل سبيريت هدفاً مغرياً للاستحواذ بفضل أسطولها الكبير، وحقوق الهبوط في مطارات مزدحمة مثل نيوارك ولا غوارديا، بالإضافة إلى شبكة رحلات واسعة تغطي الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.

ومع ذلك، أي صفقة اندماج مع شركات كبرى مثل دلتا أو يونايتد أو أميركان إيرلاينز ستخضع لمراجعة صارمة من السلطات الأميركية لمكافحة الاحتكار، بعد فشل صفقة جيت بلو وسبيريت في 2024.

كما أجرى بعض شركات الطيران منخفضة التكلفة، مثل فرونتير، محادثات للاستحواذ على سبيريت، لكنها لم تتوصل لاتفاق بسبب الخلافات على السعر والأوضاع المالية الصعبة.

يحذر محللو الطيران من أن غياب سبيريت سيضر بجميع الركاب الأميركيين، حتى الذين لم يسافروا معها، لأن عمليات الدمج نادراً ما تحافظ على جميع المسارات، ما يؤدي إلى خفض الرحلات وزيادة أسعار التذاكر.

تمثل سبيريت إيرلاينز عاملاً محورياً في توازن السوق، ومع استمرار الضغوط المالية على القطاع منذ جائحة 2020، يظل احتمال غيابها تهديداً مباشراً لموازنات المسافرين، وقد يسرع موجة من عمليات الاندماج التي تثير مخاوف المستهلكين والمنظمين على حد سواء.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى