رحلة طويلة من التطوير..كيف صنعت أشهر الألعاب التي استغرقت سنوات حتى صدورها؟

في عالم صناعة الألعاب، ليست المدة الطويلة للتطوير دائمًا علامة على النجاح أو الفشل، بل يمكن أن تكون الفارق بين لعبة عادية وأخرى خالدة.
كثير من الألعاب تقبع سنوات في “جحيم التطوير”، تتعرض لمشاكل وإعادة تصميمات، لينتهي بها المطاف في الأسواق وتترك اللاعبين يتساءلون عن أسباب هذه الرحلة الطويلة.
تطوير لعبة عالية الجودة يتطلب موارد ضخمة من الوقت والمال والالتزام، لكن الطريق دائمًا مليء بالتحديات التي قد تؤخر العملية أو تغير مسارها بالكامل.
لعبة L.A. Noire (7 سنوات):
بدأت عام 2004 وصدرت في 2011، وكانت رحلة تطوير مضطربة شهدت تغيير الناشرين وصعوبات في بيئة العمل، مما أثر على إنتاجية الفريق الذي اضطر للاستوديو للإغلاق بعد فترة وجيزة من الإصدار. رغم ذلك، قدم الفريق لعبة مبتكرة تستكشف عالم الجريمة في لوس أنجلوس عام 1947، ولا تزال تحظى بتقدير اللاعبين.
لعبة Cuphead (7 سنوات):
بدأت تطويرها في 2010 وأصدرت عام 2017، تميزت اللعبة برسومها اليدوية المستوحاة من الرسوم المتحركة الكلاسيكية في ثلاثينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى صعوبتها الفريدة. استغرقت فترة طويلة بسبب العمل التفصيلي على الرسوم والتحريك، مما جعلها تحفة فنية حازت على جوائز عديدة.
Grand Theft Auto 6 (في التطوير منذ 2018):
تُنتظر اللعبة منذ أكثر من ثماني سنوات وسط ترقب كبير من اللاعبين، الذين يأملون أن تحقق Rockstar مستوىً جديدًا من الإبداع والعمق. مع انتشار الشائعات وقلة المعلومات الرسمية، يبدو أن الشركة تحرص على إتمام تطويرها بدقة، لتقديم لعبة بمستوى يليق بسلسلة عملاقة.
Starfield (8 سنوات):
تأخرت Bethesda في إصدارها حتى 2023 بعد عدة تأجيلات، التي رأى البعض أنها ضرورية لتحسين اللعبة. Starfield تقدم تجربة استكشاف فضائية واسعة، لكن بعد الإطلاق، شكك بعض اللاعبين في أن اللعبة كانت تحتاج وقتًا أطول لإتمام تفاصيلها بدقة.
Too Human و Doom و The Last Guardian (9 سنوات لكل منها):
تعرضت هذه الألعاب لسلسلة من التحديات الإدارية والتقنية التي أثرت على جدولها الزمني. من قضايا قانونية في Too Human، إلى إعادة تصميم جذري في Doom، ومشاكل التطوير في The Last Guardian، إلا أن كل واحدة منها قدمت تجربة مميزة رغم طول الانتظار.
Final Fantasy XV (10 سنوات):
واجهت اللعبة إعادة تصور كاملة من مشروع فرعي إلى لعبة رئيسية مع تغيرات في فريق التطوير وتحديث محرك الرسوم. بالرغم من ذلك، صدرت بعالم مفتوح رائع لكنه تعرض لانتقادات على مستوى القصة وآليات اللعب.
Prey و Diablo 3 (11 سنة لكل منهما):
شهدت هذه الألعاب فترات تطوير طويلة بسبب التحديات التقنية وتحولات في فريق العمل. بينما كانت Prey لعبة إطلاق نار مبتكرة، تعرض Diablo 3 لمراجعات متذبذبة حتى استقرت على مكانة محترمة بين ألعاب الأكشن.
Duke Nukem Forever (15 سنة):
ربما أطول فترة تطوير على الإطلاق، إذ استغرقت اللعبة خمسة عشر عامًا من التأجيلات والتغيرات حتى صدرت في 2011 لتلاقي استهجانًا وانتقادات لاذعة بسبب قدم أسلوبها وافتقادها للابتكار.
Star Citizen (15 سنة… وما زالت مستمرة):
بدأت في 2010، وما زالت تحت التطوير مع حملات تمويل ضخمة وتحديثات مستمرة، لكن تأجيلات طويلة أثارت تساؤلات حول موعد إصدارها النهائي، وسط مخاوف قانونية على خلفية التمويل الجماعي.
كل لعبة من هذه الألعاب تحمل قصة فريدة من التحديات والإنجازات التي تظهر أن تطوير الألعاب ليس مجرد برمجة ورسم، بل رحلة معقدة مليئة بالاختبارات التي قد تؤثر على كل جزء من المنتج النهائي.
بالرغم من طول الطريق، كثير منها استحق الانتظار وترك بصمة لا تُنسى في تاريخ صناعة الألعاب.