الاقتصادية

دايملر تراك تدرس الانسحاب من التصنيع في الصين وسط تحديات عالمية وضغوط متزايدة

أعلنت الرئيسة التنفيذية لشركة “دايملر تراك” الألمانية، كارين رودستروم، عن احتمال تصفية عمليات التصنيع في الصين، في ظل تزايد الضغوط الناتجة عن تباطؤ اقتصادي عالمي وصفته بـ”الجنوني”، إضافة إلى الرسوم الجمركية الأمريكية وتراجع الطلب في السوق الأوروبية.

وفي مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” نُشرت يوم الإثنين، أوضحت رودستروم أن “دايملر” ما زالت ملتزمة بالحفاظ على وجودها في الصين للاستفادة من فرص البحث والتطوير وسلاسل التوريد، لكنها لا ترى ضرورة مُلحة للحفاظ على عمليات تصنيع محلية هناك.

وتواجه الشركة تحديات كبيرة في السوق الصينية، حيث شهدت مبيعات الشاحنات التي تعمل بمحركات الديزل تراجعًا ملحوظًا لصالح المركبات التي تستخدم الغاز الطبيعي المسال، مما أدى إلى خفض استثماراتها المشتركة في الصين بمقدار 120 مليون يورو.

ووفقًا للبيانات الرسمية، انكمش سوق الشاحنات الثقيلة في الصين من نحو مليون وحدة في 2021 إلى 430 ألف وحدة في 2023، منها 250 ألفًا فقط تعمل بمحركات ديزل، مما أثر سلبًا على استراتيجية “دايملر” التي بدأت تصنيع طراز “أكتروس” محليًا عام 2022.

ويتوقع محللون أن تتخذ الشركة قرارًا نهائيًا بشأن مستقبل أعمالها التصنيعية في الصين قبل نهاية العام الجاري، مع احتمالية تقليص التواجد الصناعي والاكتفاء بالتصدير، بحسب تقديرات “برينشتاين”.

وبالإضافة إلى ذلك، تواجه “دايملر” ضغوطًا متزايدة في أمريكا الشمالية، حيث انخفضت مبيعاتها بنسبة 20% في الربع الثاني بسبب تردد شركات النقل في الشراء وسط تصاعد التوترات التجارية المحتملة، ولا سيما بشأن معاملة الشاحنات المجمعة في المكسيك ضمن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

في المقابل، تسعى “دايملر” إلى تعزيز نشاطها في قطاع المركبات العسكرية، مستهدفة مضاعفة إيراداتها من هذا المجال بحلول عام 2030، رغم أن هذا القطاع يشكل حاليًا نحو 1% فقط من إجمالي إيرادات الشركة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى