الاقتصادية

حرب الرسوم الجمركية تتصاعد..فول الصويا في قلب المواجهة بين واشنطن وبكين

في تصعيد غير مسبوق للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية تصل إلى 145% على جميع الواردات الصينية، متجاهلًا قراره السابق بتجميد الرسوم الانتقامية مع باقي دول العالم.

وفي المقابل، لم تتأخر بكين في الرد، مؤكدة استعدادها “للقتال حتى النهاية”، ما ينذر بمواجهة تجارية شاملة تهزّ أسواق المال العالمية.

في تقرير أعدّته شبكة CNN، طُرحت تساؤلات حول الطرف الذي قد يتراجع أولًا عن هذا التصعيد، مع التركيز على سلعة استراتيجية تحتل موقعًا حساسًا في العلاقة التجارية بين البلدين: فول الصويا، المستخدم أساسًا كعلف للماشية.

ورغم أن الولايات المتحدة تستورد من الصين أكثر بثلاث مرات مما تصدّره إليها، ما يخلّف عجزًا تجاريًا سنويًا يقارب 300 مليار دولار، فإن فول الصويا يمثل إحدى أكبر صادرات أميركا إلى الصين.

وقد تضرر هذا القطاع بشدة خلال الحرب التجارية السابقة، عندما بدأت بكين بتنويع وارداتها والاعتماد بشكل متزايد على البرازيل والأرجنتين، وهو اتجاه من المرجح أن يتعزز بعد فرض الصين رسومًا جديدة بنسبة 125% على المنتجات الأميركية.

بلغت الرسوم الإجمالية على فول الصويا الأميركي الآن 135%، ما يُضعف جاذبيته في السوق الصينية.

وتشير البيانات إلى أن البرازيل، التي تُعد المصدر الأول لفول الصويا عالميًا، قد استفادت بشكل لافت من النزاع التجاري السابق، إذ ارتفعت صادراتها إلى الصين بأكثر من 280% منذ عام 2010، في حين ظلت الصادرات الأميركية شبه راكدة.

زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البرازيل في نونبر الماضي جاءت لتعزيز العلاقات الاقتصادية، لا سيما في مجال الزراعة. وفي عام 2024، استحوذت الصين على أكثر من 73% من صادرات البرازيل من فول الصويا، وسط توقعات بأن يسجل الإنتاج البرازيلي هذا العام رقمًا قياسيًا جديدًا.

أما الأرجنتين، فهي اليوم ثالث أكبر منتج عالمي لفول الصويا بعد البرازيل والولايات المتحدة، وقد تصبح أيضًا خيارًا إضافيًا للصين لتقليل اعتمادها على السوق الأميركية.

وبحسب جمعية فول الصويا الأميركية، فقد تكبد المزارعون الأميركيون خسائر ناهزت 27 مليار دولار خلال حرب الرسوم الجمركية في عام 2018، وكانت نسبة 71% منها مرتبطة بفول الصويا، وهو ما زاد من الضغوط على المزارعين، خصوصًا في الولايات الريفية التي دعمت ترامب في انتخابات 2024.

في مواجهة الحصار التجاري الأميركي، تحركت الصين بذكاء استراتيجي لتعزيز شراكاتها العالمية، فإلى جانب تعميق علاقتها مع دول أميركا الجنوبية، شرعت في توسيع علاقاتها التجارية مع دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كما فتحت قنوات تفاوض جديدة مع الاتحاد الأوروبي حول تجارة السيارات الكهربائية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى