اقتصاد المغربالأخبار

جون أفريك : اعتراف ترامب بالصحراء المغربية كان حجر الدومينو الذي غير قواعد اللعبة

نشرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية سلسلة مقالات من أربعة أجزاء، تتناول فيها التطورات الكبرى في قضية الصحراء المغربية.

وتركز السلسلة على الدور المحوري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أحدث تحولًا كبيرًا في مسار النزاع من خلال اعترافه بسيادة المغرب على المنطقة في دجنبر 2020.

عندما اعترف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، اعتبر كثيرون أن ذلك مجرد خطوة مرتبطة بـ”التطبيع” بين المغرب وإسرائيل.

لكن بعد أربع سنوات، تغير المشهد تمامًا. لم يكن الاعتراف مجرد خطوة عابرة، بل كان بمثابة حجر الدومينو الأول الذي أدى إلى سلسلة من التحولات الدبلوماسية الكبيرة.

أعقب هذا الاعتراف انضمام قوى دولية رئيسية، كانت تتمسك سابقًا بالحياد، إلى الموقف الأمريكي. ففي عام 2022، أعلنت إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، تلتها فرنسا في عام 2024، ثم المملكة المتحدة والبرتغال.

هذا التغير في المواقف، خاصة من القوى الاستعمارية السابقة للمغرب، أضفى شرعية أكبر على مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع.

على الرغم من التوقعات بأن ترامب قد يتراجع عن هذا الملف في حال عودته للبيت الأبيض بسبب انشغالاته بقضايا أخرى، إلا أن العكس هو ما يحدث.

فوفقًا لـ”جون أفريك”، وضع ترامب قضية الصحراء ضمن أولويات سياسته الخارجية.

وقد أكد على موقفه بشكل قاطع في رسالة بعثها للملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، حيث وصف مبادرة الحكم الذاتي بأنها “الأساس الوحيد لحل عادل ومستدام”.

ولم يقتصر الدعم الأمريكي على التصريحات الدبلوماسية فقط. بل ترجم إلى خطوات عملية ملموسة. فالسفير الأمريكي الجديد في المغرب، ديوك بوشان الثالث، أكد بوضوح أن الصحراء بالنسبة لواشنطن هي “مغربية، نقطة إلى السطر”.

كما دعا المبعوث الخاص لترامب لأفريقيا، مسعد بولس، الجزائر إلى الحوار حول خطة الحكم الذاتي، مؤكدًا على الموقف الأمريكي “الواضح والثابت”.

أقوى مؤشر على هذا الالتزام هو الموافقة على الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية للمغرب، ببرنامج أولي قيمته 5 مليارات دولار.

هذا الإجراء، بحسب المجلة، يرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن واشنطن لا تكتفي بالدعم اللفظي، بل تعتزم إقامة وجود اقتصادي يؤكد سيادة المغرب على الأرض.

بالنسبة للمغرب، يمثل التزام ترامب ميزة استراتيجية كبرى. فترامب، المعروف بأسلوبه الحاسم، لا يريد أن يبقى النزاع في حالة جمود.

ونقلت المجلة عن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تأكيده على ضرورة “إنهاء هذا الملف في أسرع وقت ممكن”، والضغط على الجزائر للدخول في مفاوضات جدية.

في منطقة تعاني من عدم الاستقرار، يوفر الموقف الأمريكي دعمًا دبلوماسيًا غير مسبوق للمغرب. فبينما يرى البعض أن ترامب قد يكون متقلبًا في قضايا أخرى، إلا أنه أثبت أنه حليف ثابت وداعم للمغرب في قضية الصحراء.

وبحسب “جون أفريك”، لم تعد واشنطن تسعى فقط إلى “إدارة” الصراع، بل إلى “حله” نهائيًا. وهذا يمثل فرصة ذهبية للمغرب لطي صفحة هذا النزاع الذي استمر قرابة الخمسين عامًا.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى