توقعات بتراجع إضافي لأسهم أشباه الموصلات بنسبة 20% بسبب التعريفات الجمركية الأمريكية
حذر بنك “سيتي” من أن أسهم شركات أشباه الموصلات قد تشهد انخفاضًا إضافيًا يصل إلى 20% إذا أدت التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى تباطؤ اقتصادي أوسع.
وأوضح البنك أن التوترات التجارية المستمرة قد تؤدي إلى تجميد سلسلة التوريد العالمية للرقائق.
وأكد محللو سيتي أن أكبر تهديد يواجه قطاع أشباه الموصلات هو احتمال حدوث ركود ناتج عن هذه التعريفات الجمركية.
وقالوا في تقرير لهم: “إذا استمرت التعريفات الجمركية لشهر آخر، فمن المرجح أن تتجمد سلسلة التوريد بسبب حالة عدم اليقين، مما سيؤدي إلى انخفاض حاد في الطلب والمخزون، وبالتالي توقعات سلبية للقطاع ككل، تمامًا كما حدث خلال جائحة كوفيد”.
يتوقع “سيتي” أن يشهد مؤشر SOX، الذي يتتبع أداء شركات أشباه الموصلات الأمريكية، خفضًا إضافيًا في تقديرات الأرباح بنسبة 10%، إلى جانب انخفاض بنسبة 10% في مضاعفات التقييم.
ويأتي هذا التحذير بعد التراجع الأخير في أداء القطاع، حيث يتم تداول مؤشر SOX حاليًا عند 20 ضعف الأرباح المستقبلية، وهو أعلى بنسبة 4% فقط مقارنة بمؤشر S&P 500 وأقل من العلاوة التاريخية للقطاع التي تبلغ 8%.
وتتضمن حزمة التعريفات الأخيرة التي فرضتها إدارة ترامب رسومًا مرتفعة على الواردات من بعض الدول الكبرى في صناعة أشباه الموصلات، مثل تايوان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام، بالإضافة إلى تعريفة عامة بنسبة 10% على جميع الواردات.
أشار سيتي إلى أن النظام التعريفي المعقد يصعب تقييمه بدقة بسبب تعقيد سلسلة التوريد العالمية، بينما حذر “جي بي مورجان” من أن الخطر الأكبر يكمن في الطلب النهائي على المنتجات التي تعتمد على الرقائق، مثل الإلكترونيات والسيارات، مما قد يؤدي إلى تدمير الطلب بسبب ارتفاع الأسعار.
وفي مقارنة مع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في 2018، أشار “جي بي مورجان” إلى أن أسهم شركات أشباه الموصلات قد شهدت انخفاضًا كبيرًا بنسبة 30-35% من ذروتها إلى القاع في ذلك الوقت نتيجة لتراجع الأرباح وانخفاض الطلب.
من جانبه، أشار سيتي إلى أن بعض الشركات مثل ON Semiconductor وMicron Technology وGlobalFoundries قد تكون الأكثر عرضة للخطر بسبب انخفاض الهوامش، في حين قد تتفوق الشركات ذات الهوامش الأعلى مثل Analog Devices وTexas Instruments في حالة حدوث ركود.
ورغم النظرة السلبية على المدى القصير، أكد كل من سيتي و”جي بي مورجان” أن أي انخفاض في القطاع قد يمهد الطريق لانتعاش مماثل لما حدث خلال جائحة كوفيد بمجرد استقرار سلسلة التوريد والتعريفات.
