تقرير : سلاح الجو المغربي يتجه نحو 320 طائرة.. تحديث شامل لمواكبة التحديات الإقليمية

تشير معطيات “دليل القوات الجوية العالمية لسنة 2025” إلى أن سلاح الجو المغربي يمتلك حالياً حوالي 284 قطعة جوية متنوعة، تشمل الطائرات المقاتلة، المروحيات الهجومية والنقل، بالإضافة إلى طائرات التدريب والمراقبة والتزود بالوقود، فضلاً عن الطائرات المخصصة للبحرية الملكية.
ومن المتوقع أن يشهد هذا الرقم زيادة ليصل إلى 320 قطعة جوية في السنوات القادمة، بعد استلام الطلبيات المستقبلية، وفقاً للتقرير الذي نشرته مؤسسة “فلايت غلوبال” بالتعاون مع شركة “إمبراير” البرازيلية، وبالاستناد إلى بيانات “سيريوم” المتخصصة في صناعة الطيران والمطارات.
وفقاً للتقرير، يمتلك سلاح الجو الملكي المغربي 15 طائرة من طراز “إف 16 سي ڤي”، بالإضافة إلى طلبية جديدة تشمل 24 طائرة من نفس الطراز، وهو ما يعكس سعي المغرب لتعزيز أسطوله من هذه الطائرات متعددة المهام التي تعد من بين الأكثر تطوراً في العالم، نظراً لقدرتها العالية على المناورة والدقة في إصابة الأهداف.
يمثل هذا التوجه جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحديث سلاح الجو المغربي واستبدال الطائرات القديمة بأخرى أكثر تطوراً وفاعلية.
إلى جانب طائرات “إف 16″، يمتلك المغرب 22 طائرة من طراز “إف 5 إي” و46 طائرة من طراز “ميراج إف 1″، وهي طائرات فرنسية المنشأ تعود إلى عقود مضت. ورغم تقدم عمر هذه الطائرات، فإن استمرار استخدامها يعكس كفاءة سلاح الجو في صيانتها وتطويرها بما يضمن جاهزيتها التشغيلية.
فيما يخص الطيران العسكري الخاص، يمتلك المغرب طائرتين من طراز “فالكون 20” مخصصة للحرب الإلكترونية، التي تلعب دوراً مهماً في التشويش الإلكتروني والتعطيل.
كما يملك سلاح الجو طائرتين من طراز “كا سي 130 إتش” للتزود بالوقود جواً، ما يعزز القدرة على تنفيذ عمليات طويلة المدى في مناطق بعيدة عن القواعد الجوية.
أسطول النقل العسكري المغربي يتمتع بتنوع كبير، حيث يمتلك المغرب 4 طائرات من طراز “سي 27 جاي” و14 طائرة “سي 130 إتش”، إضافة إلى 6 طائرات من طراز “سي إن 235” و7 طائرات خفيفة من سلسلة “كينغ إير 200/300/350″، ما يعزز من قدرة القوات المسلحة الملكية على التحرك السريع ونقل المعدات والأفراد إلى مناطق الأزمات أو الطوارئ.
في مجال المروحيات، يمتلك المغرب 24 مروحية هجومية من طراز “إي إتش 64 إي أباتشي”، مع طلبية جديدة تشمل 12 مروحية من نفس النوع، ما يعزز قدرة سلاح الجو على تنفيذ العمليات الهجومية في مختلف الظروف.
إضافة إلى ذلك، يمتلك المغرب أسطولاً متنوعاً من المروحيات الأخرى التي تدعم مهام الإسناد اللوجستي والإخلاء والإمداد.
يستثمر المغرب بشكل كبير في تدريب طياريه، حيث يتوفر سلاح الجو على مجموعة متنوعة من طائرات التدريب مثل “ألفا جت” و”تي 6 سي”، وهو ما يعكس التزامه بتأهيل كوادر بشرية على أعلى مستوى للتعامل مع الطائرات الحديثة والمعدات المتطورة.
لا يقتصر دور القوات الجوية المغربية على الجيش فقط، بل يشمل أيضاً البحرية الملكية التي تمتلك طائرات مخصصة لمراقبة السواحل، مثل طائرتين من طراز “كينغ إير 350” و3 مروحيات “إي إس 565″، ما يعزز من قدرة المغرب على تأمين مياهه الإقليمية ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية.
يشير التقرير إلى أن القارة الإفريقية شهدت زيادة في عدد الطائرات العسكرية بنسبة 1% خلال العام الماضي، مع إسهام المغرب البارز في هذه الزيادة بفضل مشترياته الجديدة.
تأتي هذه التطورات في سياق إقليمي يشهد تصاعد التهديدات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، ما يبرز أهمية تحديث القوات الجوية المغربية في مواجهة التحديات المستقبلية.
تعد هذه التحديثات في سلاح الجو المغربي جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة وتحديث أسطولها الجوي لمواكبة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، مما يعكس التزام المغرب بتعزيز قدراته العسكرية في إطار التغيرات الجيوسياسية الراهنة.