تذبذب أسعار الحبوب عالميًا وسط تحولات في سياسة الاستيراد الصينية وتفوق الدولار

شهدت أسعار الحبوب في بورصة شيكاغو التجارية تقلبات ملحوظة خلال تداولات يوم الأربعاء، وسط استمرار صعود الدولار الأمريكي ومخاوف متزايدة بشأن مستقبل الطلب الصيني على فول الصويا، نتيجة مساعي بكين المستمرة لتقليص الاعتماد على الواردات وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.
على الرغم من إعلان الصين، أكبر مستورد لفول الصويا في العالم، عن خفض استهلاكها لدقيق فول الصويا المستخدم في أعلاف الحيوانات، إلا أن وارداتها من هذه المادة سجلت مستويات قياسية العام الماضي، ما يطرح علامات استفهام حول فعالية هذه الإجراءات على أرض الواقع.
فبكين صرّحت مؤخرًا أنها تهدف إلى تقليص نسبة دقيق فول الصويا في الأعلاف الحيوانية إلى 10% بحلول عام 2030، مقارنة بـ13% في عام 2023 و18% في عام 2017، سعيًا لتقليص الاعتماد الخارجي وتعزيز الإنتاج المحلي.
إلا أن هذه الأهداف لم تُترجم حتى الآن إلى انخفاض فعلي في حجم الواردات، والتي ما زالت تتجاوز 100 مليون طن متري سنويًا.
بينما قد يُشكل هذا التوجه تحديًا لصناعة فول الصويا في البرازيل التي تعتمد بدرجة كبيرة على الطلب الصيني، فإن منتجي الصويا الأمريكيين اعتادوا على تقلّبات العلاقة التجارية مع الصين، خاصة في ظل التوترات التجارية التي أثّرت على تدفقات التصدير في السنوات الأخيرة.
وفي الوقت ذاته، تؤكد بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن الصين ما تزال تعتمد بدرجة كبيرة على واردات فول الصويا، متوقعة أن تصل مشترياتها في موسم 2024-2025 إلى 109 ملايين طن، مقارنة بتقديرات بكين التي تبلغ 94.6 مليون طن فقط، ما يشير إلى احتمال تراكم فائض مخزوني استراتيجي، خاصة مع تفضيل الصين لفول الصويا الأمريكي ذي القابلية الأعلى للتخزين.
أداء الأسواق:
الذرة: ارتفعت العقود الآجلة تسليم يوليو بنسبة 1.1% لتسجل 4.75 دولار للبوشل.
القمح: صعدت العقود الآجلة بنسبة 1.2% إلى 5.30 دولار للبوشل.
الصويا: انخفضت العقود الآجلة بنسبة 0.8% لتصل إلى 10.44 دولار للبوشل.
تثير محاولات الصين لإعادة تشكيل تركيبة الأعلاف الحيوانية تساؤلات حول مستقبل التجارة العالمية في الحبوب، لا سيما في ظل عدم توافق التصريحات الرسمية مع بيانات الاستيراد الفعلية.
وبينما تراقب الأسواق تطورات السياسة الزراعية في بكين، يبقى الدولار الأمريكي عامل ضغط إضافي على الأسعار العالمية للحبوب.