سجّل المغرب إنجازًا لافتًا في مجال تحويلات الجاليات المقيمة بالخارج، بعدما حلّ في المرتبة الثالثة ضمن الدول الأكثر استفادة من تحويلات العمال الأجانب المقيمين في إيطاليا خلال سنة 2024، بحسب بيانات صادرة عن بنك إيطاليا.
وقد بلغت قيمة هذه التحويلات نحو 575.06 مليون يورو، ما يعادل 6.9% من إجمالي التحويلات المالية الصادرة من إيطاليا، متفوقًا على دول مثل الفلبين وجورجيا، ومباشرة خلف كل من بنغلاديش (16.9%) وباكستان (7.2%).
ويُظهر هذا الترتيب تصاعدًا واضحًا في وتيرة تحويلات الجالية المغربية خلال السنوات التسع الماضية، إذ ارتفعت من 271.5 مليون يورو سنة 2016 إلى 575 مليون يورو في 2024، بنسبة نمو تجاوزت 110%، ما يعكس الارتباط القوي للمغاربة المقيمين بإيطاليا بأسرهم في الوطن الأم.
ويُعزى هذا النمو إلى توسّع حضور العمال المغاربة في قطاعات خدمية حيوية مثل الفلاحة، الرعاية الصحية، والنقل، بالإضافة إلى استمرار اعتمادهم على التحويلات النقدية المباشرة عبر مؤسسات دفع مرخّصة، وهو ما ساعد في الحفاظ على وتيرة مرتفعة للتحويلات بعيدًا عن النظام البنكي التقليدي.
وفي الوقت الذي شهدت فيه التحويلات نحو مناطق إفريقيا جنوب الصحراء تراجعًا بـ –7.6%، وإلى الاتحاد الأوروبي بـ –7.0%، سجّلت منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى نموًا إيجابيًا بنسبة 7.6%، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في الوضع المالي للمهاجرين بهذه المنطقة، على خلاف بعض مناطق العالم.
وأشار تقرير بنك إيطاليا إلى أن أغلب هذه التحويلات تنبع من ثلاث جهات رئيسية: لومبارديا (21.9%)، لاتسيو (15.3%)، وإيميليا رومانيا (10.0%)، مع مساهمات قوية من مدن كبرى مثل روما ونابولي، لا سيما في التحويلات الموجهة نحو المغرب وبنغلاديش.
ويؤكد هذا الأداء المالي المتنامي الدور المتزايد لمغاربة العالم في دعم الاقتصاد الوطني، وضرورة التفكير في تحويل هذه التحويلات من مجرد دعم اجتماعي إلى استثمارات إنتاجية تساهم في خلق الثروة وتعزيز التنمية.
