تحذير من ثغرة سيبرانية في الأجهزة الطبية تهدد خصوصية المرضى في المغرب
أصبحت تهديدات الأمن السيبراني واقعاً ملموساً في القطاع الصحي، حيث كشف باحثون وخبراء عالميون في مجال الأمن الرقمي عن وجود ثغرة أمنية خطيرة تُعرف باسم “الباب الخلفي” (Backdoor) في أجهزة طبية تُستخدم على نطاق واسع لمراقبة وتشخيص حالة المرضى.
هذه الثغرة قد تُستغل لتسريب البيانات الشخصية والحساسة للمرضى، مما يهدد خصوصيتهم وسلامة معلوماتهم الصحية.
وتشير التقارير إلى أن هذه الأجهزة موجودة في مستشفيات ومصحات مغربية، مما يضع المغرب في دائرة الخطر.
وحذرت الوكالة الأمريكية للأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) من أن أجهزة “Contec CMS8000″، التي تُستخدم لمراقبة المرضى، تحتوي على ثغرة تسمح بإرسال بيانات المرضى بشكل سري إلى عنوان إلكتروني ثابت في الصين.
هذا الباب الخلفي يتيح أيضاً تنزيل وتنفيذ ملفات على الجهاز، بل والتحكم فيه عن بُعد. ونقلت منصة “BleepingComputer” المتخصصة في أمن المعلومات أن الوكالة اكتشفت هذه الثغرة بعد تحذير من باحث خارجي، حيث لاحظت حركة مرور غير طبيعية للبيانات إلى عنوان IP خارجي مشفر.
وفقاً للخبير المغربي في الأمن الرقمي والمعلوماتي، الطيب هزاز، فإن هذه الأجهزة الطبية تُستخدم في مستشفيات مغربية، سواء في القطاع العام أو الخاص، مما يجعل المغرب معنيًا بهذا التحذير الدولي.
وأكد هزاز أن وجود هذه الثغرة يشكل خطراً كبيراً على خصوصية المرضى، حيث يمكن للجهات المصنعة الوصول إلى البيانات الكاملة التي توفرها الأجهزة واستخدامها دون إذن.
وأشار إلى أن هذه الثغرة تعتمد على نقل البيانات عبر اتصال الأجهزة بشبكة الإنترنت، مما يزيد من احتمالية اختراقها.
وأوضح هزاز أن المخاطر تشمل سرقة البيانات الطبية للمرضى، مثل الأسماء وتواريخ الميلاد والحالة الصحية، بالإضافة إلى إمكانية التحكم عن بُعد في المعدات الطبية دون إشعار مسبق.
كما أشار إلى أن عدم وجود تحديثات أمنية من الشركة المصنعة يزيد من تعقيد المشكلة، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات المغربية المعنية.