تحالف جديد بين الخطوط الملكية المغربية و”تشاينا ساذرن” يعزز الربط الجوي بين إفريقيا والصين

وقعت الخطوط الملكية المغربية (RAM) ونظيرتها الصينية “تشاينا ساذرن إيرلاينز” مذكرة تفاهم جديدة تهدف إلى إطلاق ممر جوي مباشر يربط إفريقيا بالصين، دون الحاجة للمرور عبر أوروبا أو الشرق الأوسط. هذه الخطوة تمثل تحولاً استراتيجياً في قطاع النقل الجوي، وتعد الأولى من نوعها في المنطقة.
يأتي هذا التعاون في وقت حاسم، حيث يستعد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، مما يبرز أهمية تطوير النقل الجوي لربط المملكة مباشرة بأسواق آسيا.
هذه المبادرة ستفتح آفاقًا جديدة للسياحة والتبادل التجاري، خاصةً مع زيادة الحركة الجوية المتوقعه في هذه الفترة.
وفي تعليقه على هذا التعاون، أكد حميد عدو، رئيس الخطوط الملكية المغربية، أن هذه الشراكة تشكل خطوة هامة نحو توفير خدمات أكثر سلاسة للمسافرين، مما سيعزز موقع مطار محمد الخامس بالدار البيضاء كمحور رئيسي في شمال إفريقيا.
وأضاف أن هذا المشروع يهدف إلى توسيع شبكة الوجهات المتاحة للركاب وربط المملكة بشكل مباشر مع قارة آسيا.
ويتزامن هذا التحالف مع خطة توسعة مطار محمد الخامس، التي تهدف إلى رفع طاقته الاستيعابية إلى 35 مليون مسافر سنويًا بحلول 2029، مقابل 14 مليون مسافر حاليًا، وهو ما يتطلب استثمارًا ضخمًا يصل إلى 1.55 مليار دولار.
تعتبر هذه الشراكة جزءًا من رؤية الصين العالمية ضمن “مبادرة الحزام والطريق”، حيث اعتبر كوو غوانجي، نائب رئيس “تشاينا ساذرن إيرلاينز”، أن المذكرة تمثل بداية جديدة نحو تعزيز الشراكة الدولية، مشيرًا إلى أن الخط الجديد سيسهم في توسيع النفوذ الاقتصادي للصين في القارة الإفريقية.
ورغم الفجوة الكبيرة في حجم الأسطولين بين الشركتين، حيث تمتلك الخطوط الصينية أكثر من 850 طائرة مقابل 55 فقط للخطوط الملكية المغربية، فإن المغرب يعتمد على موقعه الجغرافي الاستراتيجي وخبرته الواسعة في قطاع الطيران لتعويض هذا الفارق وتعزيز دوره كبوابة لإفريقيا نحو العالم.
يتزامن هذا التعاون مع انتعاش ملحوظ في قطاع الطيران الإفريقي، حيث سجل القطاع زيادة بنسبة 12.6% في عدد المقاعد بين مارس 2023 و2024. وقد حققت الشركات الإفريقية إيرادات تقدر بحوالي 1.83 مليار دولار في يناير 2024، مما يعكس ديناميكية متصاعدة في قطاع النقل الجوي بالقارة.