تباطؤ موجة الذكاء الاصطناعي: هل يواجه القطاع فقاعة استثمارية جديدة؟

شهد قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي مؤخرًا علامات تباطؤ في الزخم الذي دفع الأسواق إلى مستويات قياسية خلال العامين الماضيين، في مؤشر على حالة الحذر التي بدأت تسيطر على المستثمرين وشركات التكنولوجيا الكبرى.
فقد أعلنت شركة ميتا عن تجميد خطط التوظيف في أقسام مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في خطوة اعتبرها الخبراء انعكاسًا لتخوف الشركات من الاستثمارات المكلفة في هذا المجال سريع النمو.
وفي سياق متصل، أطلق الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI تحذيرات مثيرة للانتباه، مشيرًا إلى أن الحماس المفرط تجاه الذكاء الاصطناعي قد يشبه “فقاعة استثمارية” شبيهة بما شهدته أسواق الإنترنت والعملات المشفرة في الماضي.
ورغم التقدم الكبير في التطبيقات والمنتجات، لا يزال القطاع يواجه مخاطر المبالغة في التقييمات وارتفاع التكاليف التشغيلية.
وعلى صعيد الشركات الناشئة، كانت شركة CoreWeave المتخصصة في البنية التحتية السحابية للذكاء الاصطناعي الأكثر تضررًا، حيث تراجعت قيمتها السوقية بأكثر من 40% خلال فترة قصيرة، في إشارة إلى قلق المستثمرين بشأن قدرة الشركات على الاستمرار في النمو وسط تكاليف تشغيلية مرتفعة ومنافسة شديدة.
ويشير المحللون إلى أن هذه التطورات تمثل جرس إنذار للأسواق، إذ بدأ المستثمرون يعيدون تقييم رهاناتهم على شركات الذكاء الاصطناعي بعد موجة ارتفاعات مدفوعة بتوقعات مفرطة.
ويؤكد الخبراء أن مستقبل القطاع سيعتمد على تحقيق عوائد تشغيلية ملموسة بدلاً من الاكتفاء بالوعود النظرية أو السباق المحموم لإطلاق منتجات تجريبية.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى السؤال المحوري: هل يشهد القطاع تباطؤًا مرحليًا طبيعيًا بعد موجة الصعود السريعة، أم أن الأسواق مقبلة على انفجار فقاعة حقيقية في أسهم الذكاء الاصطناعي؟