الاقتصادية

بيل غيتس ينتقد إيلون ماسك: تقليص المساعدات الأمريكية يهدد ملايين الأرواح

في ظل توترات سياسية داخلية ومخاوف متزايدة بشأن الصحة العالمية، شنّ الملياردير الأمريكي بيل غيتس هجومًا لاذعًا على نظيره إيلون ماسك بسبب ما اعتبره “تفكيكًا ممنهجًا” للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) خلال تولّي ماسك منصبًا حكوميًا في إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وفي مقابلة مع فريد زكريا على شبكة CNN، عبّر غيتس عن قلقه العميق إزاء الانعكاسات الإنسانية لتخفيضات الإنفاق الحكومي، قائلًا إن “إغلاق أو تقليص برامج الوكالة سيؤدي إلى ملايين الوفيات حول العالم”، مشيرًا إلى أن ما يجري “ليس تحسينًا للكفاءة بل كارثة إنسانية بصنع القرار السياسي”.

غيتس، الذي أعلن مؤخرًا عن خطط للتبرع بكامل ثروته تقريبًا عبر مؤسسة غيتس خلال العشرين عامًا المقبلة، اعتبر أن هذه التخفيضات تعرقل التقدم الذي تحقق في مجال الصحة العالمية، متهماً ماسك بـ”العبث بحياة الفقراء دون خبرة حقيقية في هذا المجال”.

وقال غيتس إن ماسك، رغم عبقريته في التكنولوجيا، “لا يمتلك خلفية كافية للتعامل مع تعقيدات الصحة العالمية”، مضيفًا: “إذا كنت تهدف إلى تحسين الكفاءة فمرحبًا، لكن أن تقطع 80% من التمويل؟ هذا يؤدي إلى كوارث”.

وتطرق غيتس إلى أمثلة اعتبرها “مضللة وخطيرة”، مثل ادعاء ماسك السابق حول إنفاق الولايات المتحدة 50 مليار دولار على الواقيات الذكرية لغزة، والذي تراجع عنه لاحقًا، إضافة إلى وصفه موظفي USAID بـ”المتطرفين والمعادين لأمريكا”، وهو ما رد عليه غيتس بقوله: “هؤلاء أبطال يمثلون وجه أمريكا الإنساني”.

كما أعرب غيتس عن قلقه من السياسات الجمركية التي يتبناها البيت الأبيض، قائلًا إن الرسوم العشوائية تخلق “مناخًا من عدم اليقين” يعرقل الاستثمارات طويلة الأجل، تمامًا كما يفعل التوسع السريع في الذكاء الاصطناعي دون رؤية استراتيجية واضحة.

واختتم غيتس تصريحه برسالة مباشرة: “العمل الخيري ليس ساحة للصراعات الشخصية، بل مسؤولية أخلاقية، وما يجري اليوم يعيدنا سنوات إلى الوراء في إنقاذ الأرواح”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى