بنك أوف أميركا: الأسواق الناشئة تستعد لجذب تدفقات استثمارية قياسية في 2026

يتوقع بنك أوف أميركا أن تجذب الأسواق الناشئة تدفقات استثمارية متزايدة مع بداية العام المقبل، في ظل مؤشرات على مرونة اقتصادات هذه الدول، ما قد يدفع المستثمرين نحو الابتعاد عن الأصول الأميركية التقليدية.
وقال ديفيد هاونر، رئيس استراتيجية الدخل الثابت للأسواق الناشئة العالمية بالبنك، إن التفاؤل قد يزداد مطلع العام الجديد عندما تتضح آثار التوترات التجارية على الاقتصاد العالمي وتتبين محدوديتها.
وأضاف: “حتى التدفقات الصغيرة الخارجة من الولايات المتحدة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسواق الناشئة”.
وتستفيد هذه الفئة من الأصول من ضعف الدولار الأميركي، وإمكانية خفض أسعار الفائدة مجدداً من قبل البنوك المركزية المحلية، إضافة إلى انخفاض الانكشاف التاريخي للصناديق العالمية تجاه هذه الأسواق.
من جانبهم، أكد محللون في مورغان ستانلي أن مشتريات الأجانب من أصول الأسواق الناشئة ظلت محدودة حتى الآن، لكن التدفقات الجديدة المرتقبة من المتوقع أن تنشط القطاع خلال الأشهر الأخيرة من العام.
ويراهن المستثمرون على تفوق الأصول الناشئة على نظيراتها في الأسواق المتقدمة، مع بدء الصناديق العالمية التي ظلت على الهامش في زيادة استثماراتها داخل الأسواق النامية. وقد منحت ديون الأسواق الناشئة عائداً يقارب 9% هذا العام وفق مؤشر “بلومبرغ”، مقابل 7.5% على ديون الأسواق المتقدمة.
وأشار هاونر إلى أن البرازيل والمكسيك وكولومبيا وتركيا وبولندا ستكون من أبرز المستفيدين من التدفقات الأجنبية.
وفي المقابل، ستجذب السندات الآسيوية المقومة بالعملات المحلية سيولة أقل، نظراً لانخفاض أسعار الفائدة بالفعل، وتفضيل المستثمرين للعمالات الأضعف في الاقتصادات المعتمدة على التصدير.
يتأثر الدولار الأميركي بتوقعات خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، إلى جانب القلق حيال السياسات الجمركية والمالية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وقد هبط مؤشر “بلومبرغ للدولار الفوري” بأكثر من 8% هذا العام، مسجلاً أقوى انخفاض سنوي منذ 2017.
وأظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع أن مراكز صناديق التحوط والمستثمرين المضاربين ضد الدولار بلغت نحو 5 مليارات دولار خلال الأسبوع المنتهي في 2 سبتمبر، مع انكشافهم السلبي على العملة منذ أوائل أبريل.
وختم هاونر بالقول: “الدولار كان دائماً في مسار صعودي، والأسواق الأميركية حققت أداءً ممتازاً، لذلك لم يكن هناك اهتمام حقيقي بالأسواق الناشئة. أما الآن، فقد بات هناك مجال للتنويع، وما زلنا في المراحل الأولى من هذه العملية”.




