اليورو يقترب من أعلى مستوياته بدعم من لاجارد ومخاوف الأسواق الأمريكية

سجل اليورو ارتفاعاً جديداً في تداولات السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، مواصلاً مكاسبه لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، ليقترب من أعلى مستوى له في أربعة أسابيع.
, يأتي هذا الصعود وسط تنامي المخاوف بشأن الاستقرار المالي في الولايات المتحدة، وهو ما يدفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل أكثر استقراراً.
وقد ساهمت التصريحات الأخيرة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، في تعزيز ثقة الأسواق بالعملة الأوروبية الموحدة، حيث أعادت التأكيد على مستقبل مشرق لليورو ودوره المحتمل كعملة منافسة للدولار على الساحة الدولية.
و ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.25% ليصل إلى 1.1407 دولار، مقارنة بسعر افتتاح عند 1.1381 دولار، بينما سجّل أدنى مستوى له خلال اليوم عند نفس نقطة الافتتاح.
كما أنهى اليورو تداولات الاثنين مرتفعاً بنسبة 0.2%، في ثاني صعود يومي على التوالي، وسجّل أعلى مستوى له منذ أربعة أسابيع عند 1.1419 دولار.
ويُعزى هذا الارتفاع جزئياً إلى تصريحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى انفتاحاً تجاه منح الاتحاد الأوروبي فرصة للتوصل إلى اتفاق تجاري قبل 9 يوليو المقبل.
في محاضرة ألقتها في برلين، طرحت كريستين لاجارد رؤية استراتيجية لمستقبل اليورو، معتبرة أن الوقت قد حان لما وصفته بـ”لحظة اليورو العالمية”. وأكدت أن العملة الأوروبية لن تكتسب النفوذ على المستوى العالمي تلقائياً، بل يتطلب ذلك جهوداً متضافرة من دول الاتحاد.
ودعت لاجارد الحكومات الأوروبية إلى تعزيز البنية المالية والأمنية للاتحاد، مشيرة إلى أن المستثمرين، وخاصة المؤسسات الرسمية، لا يبحثون فقط عن الاستقرار الاقتصادي، بل يحتاجون أيضاً إلى شراكات جيوسياسية موثوقة، وإلى دول قادرة على الوفاء بتحالفاتها عبر أدوات قوة عسكرية فعّالة.
كما شددت على ضرورة تسريع توقيع اتفاقيات تجارية جديدة، وتطوير كفاءة أنظمة الدفع العابرة للحدود، وتوسيع اتفاقيات السيولة بالتعاون مع البنك المركزي الأوروبي، بهدف جعل اليورو الخيار الأول في تسعير التجارة الدولية.
تعكس تحركات اليورو الأخيرة وتصريحات لاجارد المتفائلة توجهاً أوروبياً متزايداً لتعزيز مكانة العملة الموحدة على الساحة العالمية، وسط تحولات جيوسياسية واقتصادية تفتح المجال أمام إعادة رسم ملامح النظام المالي العالمي.