اليورو يتعافى أمام الدولار مدفوعًا بقلق الأسواق من الوضع المالي الأمريكي

سجل اليورو ارتفاعًا ملحوظًا في افتتاح تعاملات الأسبوع داخل السوق الأوروبية يوم الاثنين، ليتجه نحو تحقيق ثاني مكاسبه خلال ثلاثة أيام أمام الدولار الأمريكي.
ويُعزى هذا الصعود إلى تزايد المخاوف بشأن الاستقرار المالي في الولايات المتحدة، خصوصًا بعد أن خفّضت وكالة موديز التصنيف الائتماني السيادي للبلاد.
في المقابل، أظهرت بيانات التضخم الأوروبية الأخيرة تباينًا في وجهات النظر بشأن الخطوة التالية للبنك المركزي الأوروبي، حيث انقسمت التوقعات حول إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع يونيو المقبل.
ويترقّب المستثمرون صدور المزيد من المؤشرات الاقتصادية الأوروبية في الأيام القادمة، لتوضيح الرؤية بشأن مستقبل السياسة النقدية في منطقة اليورو.
صعد اليورو أمام الدولار بنسبة 0.35% ليصل إلى 1.1199 دولار، مقارنة بسعر إغلاق يوم الجمعة البالغ 1.1161 دولار، بعد أن سجّل أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 1.1170 دولار.
كان اليورو قد أنهى تداولات الجمعة على تراجع بنسبة 0.2%، في إطار حركة تصحيحية بعد بلوغه أعلى مستوى خلال أسبوع عند 1.1266 دولار، متأثرًا بصدور بيانات قوية عن التضخم الأمريكي.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، خسر اليورو 0.75% من قيمته أمام الدولار، مسجلًا بذلك رابع خسارة أسبوعية متتالية، نتيجة لانخفاض المخاوف بشأن التوترات التجارية العالمية.
أقدمت وكالة “موديز” يوم الجمعة على خفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة بمقدار درجة واحدة، لتلتحق بذلك بباقي وكالات التصنيف الكبرى التي سبقتها في هذه الخطوة المثيرة للجدل.
وبررت الوكالة قرارها بتفاقم المخاوف المتعلقة بحجم الدين الأمريكي الذي بلغ مستويات قياسية وصلت إلى نحو 36 تريليون دولار، وهو ما يكشف عن صعوبات مالية هيكلية عميقة تواجه الاقتصاد الأمريكي.
وفي هذا السياق، صرّح “ماجبين زمان”، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في بنك ANZ، بأن ازدياد القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، إلى جانب السياسات المالية الحالية للإدارة الأمريكية، قد زاد من الشكوك حول استمرار اعتبار الاقتصاد الأمريكي ملاذًا آمنًا للمستثمرين الدوليين.