اليورو يتراجع وسط أزمة سياسية فرنسية غير مسبوقة واستقالة رئيس الوزراء

واصل اليورو خسائره مقابل سلة من العملات العالمية يوم الثلاثاء، متأثراً بالأزمة السياسية المفاجئة في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وقد اقتربت العملة الأوروبية من أدنى مستوى لها في أسبوعين، بعد تراجعها أمام الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي.
سجل سعر صرف اليورو مقابل الدولار اليوم 1.1677 دولار بانخفاض بنسبة 0.25% عن سعر افتتاح الجلسة عند 1.1708 دولار، بينما بلغ أعلى مستوى عند 1.1715 دولار.
وسبق أن أنهى اليورو تعاملات الاثنين منخفضاً بنسبة 0.3%، مسجلاً أدنى مستوى له خلال أسبوعين عند 1.1652 دولار، تحت ضغط التطورات السياسية الفرنسية.
أثار استقالة رئيس الوزراء الفرنسي الجديد سيباستيان ليكورنو وحكومته، بعد ساعات قليلة فقط من إعلان تشكيلها، صدمة واسعة وأدخل المشهد السياسي الفرنسي في حالة من عدم اليقين. ويعتبر هذا الفريق التنفيذي الأقصر عمراً في تاريخ فرنسا الحديث، حيث لم يستمر سوى لساعات قليلة.
ويعزو محللون هذه الاستقالة إلى عدم قدرة ليكورنو على تأمين دعم كافٍ في البرلمان لتمرير سياساته الاقتصادية، بالإضافة إلى رفض أحزاب داخلية لبعض الإصلاحات المقترحة، مثل خفض العجز وزيادة الضرائب، ما حال دون استمرار حكومته.
تولى ليكورنو منصب رئيس الوزراء في محاولة لتشكيل حكومة توافقية بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة في يوليو 2025، التي أسفرت عن برلمان منقسم بشدة بدون أغلبية واضحة.
وكان الهدف من تعيينه معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية العاجلة واستعادة الاستقرار السياسي، لكن الضغوط البرلمانية والتحالفات المعقدة حالت دون تحقيق هذه الأهداف.
تعد استقالة ليكورنو ضربة قوية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يواجه بالفعل انخفاضاً في شعبيته وتحديات سياسية متزايدة.
ويثير الوضع تساؤلات حول قدرة الحكومة الفرنسية على تنفيذ سياسات فعالة لمواجهة ارتفاع تكاليف الطاقة، ودعم النمو الاقتصادي، والحفاظ على القدرة التنافسية في السوق الأوروبية.